بعد دخول ألمانيا يتحتم على اللاجئ العيش في مأوى للجوء ولو لفترة قصيرة، ولا يخفي العديد من اللاجئين شعورهم بالعزلة في المجتمع الجديد، وللتغلب على هذه الوضع جاءت مبادرة Refugio «البيت المشترك»، كتجربة للمستقبل. مبنى من خمسة طوابق في حي "نيكولن"، تسكنه غالبية أجنبية ومن بينهم عرب، قرب حي كرويتسبرج، المتعدد الثقافات، والمكان يضج بالحركة والبشر، حيث تعدد اللغات واختلاف السحنات والتنوع الثقافي والعرقي والديني. بدأ حفل بسيط بهدف تقديم الشكر لمجموعة من هواة الجَرْي شاركوا في ماراثون خيري لجمع التبرعات لصالح البيت. وقال القس (فريدتيوف لمهويس) من "الكنيسة البروتستانية الحرة" في برلين، وهي الجهة الداعمة للبيت: "شارك في السباق 40 متسابقًا ومتسابقة من البيت ومن الكنيسة وبعض الأصدقاء، وبلغ عدد المتبرعين 125 وكان مبلغ التبرع بمستوى 19477 ألف يورو، وفي المطبخ المشترك لأحد الطوابق العلوية تطهو اللاجئة السورية ملكة جزماتي وزوجها محمد الغميان مجانًا للفعاليات في البيت وكذلك للزبائن خارج البيت وقد وفر لهم البيت نوعًا من الاستقرار النسبي والبدء في ممارسة العمل. الفكرة المستوحاة من تجربة في جنوب أفريقيا، كانت أساسا لقيام (سفن لاقر) وزوجته (إلكي ناترس) بمشروع البيت هذا بالتعاون وبدعم من جمعية خيرية تابعة ل"الكنيسة البروتستانية الحرة"، وقد تم افتتاح البيت في الأول من يوليو الماضي، ويقطنه الآن نحو أربعون شخصًا من اللاجئين والألمان. وقال (سفن): "كما في جنوب أفريقيا، الفكرة هي جمع الناس ليدعموا بعضهم البعض، ونصف عدد القاطنيين هم من اللاجئين، والبيت ليس للاجئين فقط، بل للناس الوحيدين والذين يعيشون على هامش المجتمع، مثل بعض كبار السن والطلاب الذين لا يمكنهم إيجاد سكن"، ويسكن سفن وعائلته في البيت أيضًا. الهدف من المشروع، كما يقول سفن هو "أن يجد كل شخص أصدقاء، ويشعر بالآمان، ويجد عملًا ويعيش في مجتمع جيد". وتابع سفن: "نحن في منتصف الطريق فقد اندمج العديد من اللاجئين بشكل أفضل وبعضهم بدأ بالعمل"، ويقطن هنا لاجئون من بلدان مختلفة كالصومال وسوريا وأفغانستان وغيرها كما يقطن ألمان كالطلاب والفنانين كما تقطن أيضا عائلات مع أولادها ويتكفل مكتب العمل بدفع إيجار السكن للاجئين وهناك غرف لاستقبال الحالات الطارئة من بين اللاجئين، والذي يصلون برلين ولا مأوى لهم. وتحت سقف واحد تتعايش في البيت ثقافات وأديان ومعتقدات عدة، جنبًا إلى جنب، كما تتنوع النشاطات والفعاليات، وأُقيمت أمسيات سورية وصومالية وأفغانية تتضمن طبخ وغناء وموسيقى وفلكلور، و"علّم السوريون الألمان الدبكة". كما تمت إقامة فعالية للرقص المولوي والابتهالات الصوفية وكانت هناك رحلات إلى الطبيعة والبحيرات وتعقد لقاءات حوارية تناقش فيها مواضيع جدلية كوضع المرأة في مختلف الأديان، وتقوم منظمات مجتمع مدني أخرى بإقامة محاضرات تعريفية واستشارات تتعلق بالدراسة أوسوق العمل، ولا تقتصر هذه الفعاليات على ساكني البيت بل يحضرها لاجئون من خارج البيت. كما يتم تعليم اللغتين الإنجليزية والألمانية مجانًا، ويحضر كل أربعاء نحو 80 لاجئًا دروس اللغة الألمانية، كما يوضح إياد الذي يعمل "كمنسق عام" بين البيت والخارج، حسب قوله. وعن ذلك تضيف زابينا غريغر، التي تحمل شهادتين أكاديميتين في العمارة وفي الفنون الجميلة: "أنظم وأشرف على دروس اللغة الألمانية وعلى التبادل اللغوي بين الألمان والعرب، وأسجل اللاجئين في مدارس اللغة". ويقوم متطوعون، من بينهم زابينا، بمساعدة اللاجئين في المعاملات الرسمية في الدوائر الحكومية. القائمون على البيت يؤكدون وجود طلبات للسكن تنهال بشكل مستمر، وهناك قائمة انتظار طويلة وهناك الكثير من الطلبات الجديدة. سكان كل طابق يتشاركون مطبخا واحدا، ولكن لكل غرفة حمامها الخاص، ويتطلع (سفن) لتأسيس بيوت جديدة بظروف أفضل. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل