* فين أنّا..؟ ** راحت عند ربنا.. * زىّ (نينا)..؟ ** عند ربنا قصر كبير.. بيتسع لنا كُلنا.. * وإمتى إحنا نروح بيت ربنا.. علشان نشوفها..؟ ** لمّا يحبّنا.. ويحبّ يعوز يفرحنا.. ويجيب لنا الحاجات الكتيرة الحِلوة.. اللى بنحبّها يودّينا ليها.. وأكتر من كده كمان يفرّحنا بيها.. ويسيبها معانا على طول.. * وما يخدهاش مِننا زىّ (نينا) و(أنّا)..؟ ** ويجيب لنا أحسن منها كمان.. * بَسّ.. أنا بَحبّ (أمل)..؟ ** هِيَا اللى ح تجيلك.. * إمتى..؟ ** كلّ ماتِحبّ تشوفها.. وتشتاق ليها.. ح تيجى.. ما إنتَ أصلك مَلاك على الأرض.. وربنا بيقول اللى يعوذه الملايكة.. السّما ترسله له على طول.. بمجرد مايغمض عينيه وينام..! الصغير (عُمر).. حفيد (أمل).. من ابنتها الوحيدة.. يمسك يدى.. وقد خلفنا أمل تصارع الغيبوبة..! وفى الغيبوبة أختى تعشق الحياة. تطلب أن تأكل كذا وكذا.. تسأل عن الكفتة.. التي حرمتها الجلطة منها ليلة العيد.. تفتقد العودة للبيت.. الذي اقترضت من أجل تجديده.. لتستقر فيه بعد وفاة والدتنا.. وتجمع حولها أحفادها.. وتعيد ذكرى أمى في لمّة الأحباب..! أختي في الغيبوبة يوحشها العنب الأحمر.. ما اشتراه أخي لها.. وفى الثلاجة تركته قبل دخولها المستشفى.. تدعونى للنّوم في شقتها.. والنوم في الحجرة التي أحبها بجوار الشرفة.. وتداعب أحفادها وهى تنهج.. تنادى على (مانو) الصغير.. وتداعب (مصطفى) الحقير.. هكذا كانت تداعبه.. وتنادى عليه! وتهفو للهو مع (ملك).. سندريللا روحها.. شقيقة (عمر) الوسيم.. أمير قلبها الأثير.. و.. و في الغيبوبة أختى تعشق الحياة..! تملّ من الزبادى السّادة.. تنادى: فين ياولاد.. زبادى فواكه.. عايزاه بالفراولة.. بالجوافة.. لأ.. دى جيافة..! وتضحك أختى.. تحاول أن تضحك.. واللا أقول لكم.. خلوها مانجه.. ممكن مانجه..؟ وتروح أختى تلعن الواد (حَمّو) بتاع الطعميّة: ده واد مَعفن.. طعميته بتوجع القلب.. هيّا اللى جابت لى العَيا..! أختى لاتعرف أنها أصيبت بجلطة في المخ.. وتبعها شلل نصفى.. ولحقتها جلطة أخرى بالساق بعد أيام قليلة..! وتصرخ: ياللا ياولاد.. دألوجونى.. دألجونى على جنبى.. اهرشوا لى.. لا تحت شويّة.. و.. و.. ولاتنسى أن توصينا بزوجتى الطيبة الشاطرة.. وأن أتحمل ضعفها.. وأن أرعى ابنتى.. واهتم بأن تخسّ.. وأحتضن ابنى الشارد..الباحث عن نفسه (جوّا) نفسه..! وتحبّ أختي أخي.. صاحب القلب الطيب.. وتحنو على زوجته وبناته.. وتمتم: إخواتى طيبين.. طيبين قوى..! ح يسترونى.. استرونِ يا إخواتى..؟ اكرموا من أكرمتهم ماما الله يرحمها..؟ ما تمنعوش عنهم خير..؟ ماتنسوش صديقة وعظيمة وأم حسن.. ماتنسوش الفلوس.. زىّ ماما وأكثر.. استرونى يا اواتى..؟ استرونى..؟ وتشد.. تحاول أن تشد الملاية بيدها الثانية.. دون جدوى.. ،،،،،، في الغيبوبة أختي تعشق الحياة..؟ بين البطانية والمرتبة تكوّمت أختى..! تكوَمت أختى بين البطانية والمرتبة ورقة مكرمشة.. في انتظار صندوق قمامة.. صندوق يفغر فاه.. رغم أنه بلا غطاء من تكدّس زوائد الحياة.. ينبح بجواره كلاب.. كلاب وقطط.. و.. وربما بشر.. و.. تَشدّنى أختى من قميصى.. تدقّ بأصابعها على قلبى.. ليتنى يا حُبّى أستطيع تركه بجوارك..؟ ليتنى أستطيع..؟ وأخرج لغيبوبة الحياة.. وأترك أختى (أمل) في الغيبوبة تعشق الحياة..! ،،،،،،،، أختي في الغيبوبة تعشق الحياة..! القلب سليم.. الرئة في قمّة الحيوية.. عطاء شاب.. وعنفوان صبى.. فقط.. فقط أختي تغيب عن الوعى..! (ربنا يطمّنكم عليها..؟) آخر كلمات طبيب العناية المركزة.. أختي تغيب عن الواقع.. تهرول إلى السكون.. كل شيء فيها يصيح.. يتكلّم.. حكمة حاضر.. تتشكّل في أحرفها.. وتتضفر في جملها.. التي لا تتوقف.. إنها تتكلم كثيرًا.. تسرع من خفى يلاحقها..! ما أشد قسوة أن يموت إنسان وهو حى..! ،،،،، تغيب.. وهى على قدمين تسير.. وترغب.. تعشق أن تعيش.. وترتب للحياة.. تروح..! في الغيبوبة أختى تتمنّى الموت.. فالموت حياة..! هل تعرف إنها راحلة.. ترحل للقاء أمى.. لتتناول معها الغذاء.. الذي كانت تعده زوجة أخى.. وفى المنام.. أتت إليها أمي.. تقول لها: أمل ستتغدى معى..! لا يا حبيبتى.. وفرّى الأكل.. أمل ستأكل معى..! وتتهادى أمى في حلمى: أختك تموت ياولدى..! إنها تستعجل لقاء أمى.. ،،،،،، لماذا تركنا الوقت يهرب منا.. لم نرم أجسادنا بكرات رمل.. لم ندفع بعضنا في قلب موج.. لم نمزّق ملابسنا جريا خلف بعض.. لم نغسل أنفسنا ببياض زبد اليم.. وفى أحضانك.. لم أنم طويلا بعد رحيل أمى.. فأختى كانت.. كانت أكثر من فرد.. تعدّد نساء.. وعشرات الأحضان.. التي لم تقدر.. لماذا لم أفعل بدلا.. بدلا من دوام العتاب واللوم والبعد والهجر الطويل في صمتى.. وترحالاتى داخل وخارج ذاتى..! أنا وأختى.. كلانا عاش يبحث عن الحُبّ.. فما وجدت قلبا يحتويك.. وما ألفتنى قطة.. تخدش حياء روحى.. وتعرى خشونة حرمانى من صوف جلدى.. فأسّاقط عَصرا في عشق روحها..! أنا وأختى.. عشرات الأعوام.. تسرقنا.. نعشق الحياة بَحثا عن حياة..؟ وأنا أتأمّل بياض عينيك.. والحياة تتسرّب عبر أنابيب.. وأمدّ يدى.. يمنعنى طبيب شاب.. في الهواء معلقة.. أدعها تتدلى.. تنطقنى آيات من الذكر الحكيم.. يدفعنى مجهول لأنزع خرطوم متصل بأنبوب أكسيجين.. لأضعه في أنفى.. وبجوارك أنام.. تشعرينى.. تحسينى.. أصلك حياة أو نرحل سويا لل.. للحياة..؟ وأعود لهرولتك صبح أيامى.. تؤمنين بأن الحب يكمن في حضن رجل طول العمر.. وأبحث أنا.. عن خيال امرأة هي عشق روحى لازلت أبحث..! وقبيل أن تأخذك الغيبوبة.. تقرأين مؤلفاتى.. أشعارى المنشورة.. تصرخ عيناك: أخيرًا يا أخى.. أحببت..ستتعب كثيرا.. أنت لاتكتب عن الحب.. أنت تحب امرأة ترفض الحب..! وتحيا حُبا يضنيك شعرا..! تأخذ نفسها وتهمس: يا حبيبى.. تعش حُبا مستحيلا.. لن تحياه.. ولن تحصد غير إبداع فن في هواه..! فما أنت.. ما أنت غير سكون حياة في سنوات عمر..! أختى تدق بأناملها في بَطن كفى.. أستيقظ.. أتأمّل سقف الحجرة.. ترتد روحى إلى عينيها.. تواصل.. وترمينى: وما أنا.. ما أنا غير قلب لا يعرف الموت..! تقلبت بين العديد من القلوب.. وعجزت عن الحب..! وأنت يا أخى الحبيب.. قلب يحيا خيال حب دخانًا.. وبأى قلب لم يحظ..! كلانا في غيبوبة موت..! كلانا يموت..! ،،،،،،،،، أختى في غَيبوبة فن..؟ أم في غَيبوبة موت..؟ وما الموت غير العيش في حياة فن.. وسِمّ في لذّة نَشوة خلق..! سِمّ يسرى ببطء.. أم أكسوجين يمدّ في زمن غيبوبة أختى..؟ ليس.. ليس غير الله وحده يدرى نهاية عُمر الغيبوبة..؟ اللهمّ.. اللهمّ لست أدرى..! ،،،،،،، وتسألنى (ملك).. أخت (عمر) الصغيرة: * هيا (أمل) لن تعود زىّ ( نينا)..؟ وعلى الأرض تتركنا وحدنا أمل.. وحدنا داخل أكبر غرفة للعناية المركزة.. نتحرّك مؤقتًا.. في غيبوبة انتظارًا.. في انتظار حياة..! ،،،،،،، وتتريّض الروح عَ الضفاف.. ويسترها ليل بظلمة.. ويفترش حضورها سَواد قدره.. لا ذنب في لون خلقته.. وينتظر السحر فجرًا..! فجر هو يتنّسم شروق صُبحه ت نهاية عمره.. ويجفّ..؟ يجف نهر.. ولكن يبقى.. دائمًا يبقى حُبّ في غنى عن المىّ.. أي مىّ مَهما كان عذبه.. أو حتى مِلحه في مَرار بحره..! فنهر الحُبّ ليس في حاجة إلى مىّ..! لأنه يسكن.. يسكن ضفاف روحه..! ومهما جفّ النهر.. مهما طال أو قصر العمر.. يبقى.. يبقى دائمًا الحب..! حُب في غيبوبة.. حُب في رحيل (أمل)..!