المعلم حلاوة العنتبلي: يوووووه... ما أنا من صباحية ربنا عمال أعيد وأزيد في الحكاية قدامك وانت مش قادر تفهمني برضه يا سي الأستاذ ؟!! انت ما نفسكش تغير البدلة المقيحة اللي انت لابسها لنا من سنة دي ليل ونهار ورايح جاي بيها، ولا الجزمة اللي صباع رجلك الكبير باصص منها وكل شوية تبعتها مع حنكورة صبي القهوة يكعبها لك عند جزمة الصرماتي ؟! ولا... سامح المكافح وقد أحمر وجهه خجلا: خلاص يا معلم انت هاتسيح لي ولا إيه ؟!! نفسي طبعا... هو في حد مبسوط من الغلب والفقر الدكر اللي معششين في جتته وعايز يحافظ عليهم، بس إزاي، أيدي على كتفك يا معلمة.. آدي الله وآدي حكمته، سبحانه وتعالى ما بيديش لحد كل حاجة مرة واحدة، يعني تلاقي واحد ربنا فاتح عليه بالعلم وما عندوش فلوس، وواحد ربنا كارمه من كل حاجة بس تعليمه على قده، وواحدة حلوة وحظها قليل، وجارتها لزم سوده ووشها يقطع الخميرة من البيت بس دمها خفيف وسوقها ماشي، وواحد مؤذي والناس مبسوطة منه، وواحد تاني بيحب الناس ويساعدهم ومكروه من الجميع عشان حقاني وما بينافقش حد... إييييه... دنيا وفيها العجايب، بتريح اللي ظلموا وبتتعب الحبايب... على رأي وردة الجزائرية الله يرحمها بقى... حلاوة العنتبلي: الله يفتح عليك يا سي الأستاذ سامح، عشان كده أنا بعت لك بقى عشان أنا متغاظ ومحروق قوي من الواد الجرنانجي اللي أنا سكنته عندي في البرج بتاع العجوزة، وطول ما هو طالع ولا نازل يتنقور على في سره ووصلي كلام أكيد إنه بيقول على جزار جاهل وضلامي متعفن، مع إني وحياتك منور المحل كله بالنيون وبرشه يوماتي على الله بالبايرسول وأبخره، عشان ربنا يفتحها علينا ويرزقنا، قمت أنا قلت لنفسي بقى لا يفل الحديد إلا الحديد وجبتك عشان تقول لي أعمل إيه مع الجدع ده لأجل ما يبطل يتنقوز على ويقول الكلام المنيل بتاعه ده ؟!! ومن ناحية تانية أهو تعمل لك قرشين يساعدوك ع المعايش برضه.. سامح المكافح بعد تفكير عميق وربع طرب وكوب شاي محترم: ولا حاجة يا معلم إنت تثبت للجدع ده إنك راجل متنور وتحب العلم والعلماء وترعى المثقفين ونعملك مهرجان كبير نسميه " سوق عكاظ " ونعمل فيه جوايز ذهبية وفضية وبرونزية باسمك تمنح للفائزين، وبالطريقة دي الجرايد كلها ووسائل الإعلام المختلفة تكتب عنك وتصبح رائد التنوير مش في مصر بس لا دا في الوطن العربي كله إيه رأيك بقى ؟!! حلاوة العنتبلي وقد " شعشت الفكرة في نافوخه ": يا سلام.. الله ينور عليك يا أستاذ سامح وأنا تحت أمرك من جنيه لمليون، المهم إني أفش غلي في ابن الهرمة ده... يبدأ سامح المكافح في اتخاذ الإجراءات الرسمية لإقامة المهرجان وإعداد المشرفين عليه الذين أتى بهم ليقدمهم للمعلم حلاوة قائلا: الكاتب الكبير جابر عبد الدايم قوميسير السينما، والمثقف الكبير هاني الملواني قوميسير الأدب، وجورج فان جوخ قوميسير الفن التشكيلي.. ينظر حلاوة العنتبلي إلى الأدباء والمثقفين من فوق لتحت وينتحي جانبا بسامح المكافح قائلا: إيه ده يا أستاذ سامح ؟!! دا كومسيونجي السيما.. ودا كومسونجي الأدب.. ودا كومسيونجي أبصر إيه، إنت جايب لي الجامعة الكوموسيونجية بتوع الفانلات والشربات دول عشان أعمل بيهم إيه ؟ إنت فكرته سوق بجد ولا إيه انت مش قلت لي إن اسمه كده... بس هو سوق بتاع سكافة ؟!! بعد أن يشرح سامح المكافح لحلاوة العنتبلي معنى كلمة قوميسير ومدى أهميتها في المهرجانات، يتم تحديد ميعاد افتتاح المهرجان الذي يقاطعه جميع المثقفين ووسائل الإعلام بعد علمهم أن صاحبه ما هو لا جزار غبي جاهل يريد أن يشتري المثقفين بنقوده، ليجد سامح المكافح نفسه ورفاقه القوميسيرات مجبرين على افتتاح المهرجان الذي قلبه حلاوة العنتبلي إلى سوق حقيقية حتى يعوض خسارته واضعًا أمامهم شتى أنواع البضائع وهو يصرخ فيهم: يا لله ياض يا سامح انت والجماعة الكوموسيونجية زمايلك اندهوا ع البضاعة بصوت عالي شوية حللوا القرشين اللي لهفتوهم في الشورة الهباب بتاعتكم دي، أعلى شوية.. أما عالم لمامه بصحيح.. اندهوا جاتكوا البلاوي.