منع التدخين يحد من دخول مرضى الربو المستشفيات. حذر الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشارى الأطفال، زميل معهد الطفولة، بجامعة عين شمس، من خطورة ما تتعرض مصر من هبوب الرياح المثيرة للرمال والأتربة، على صحة الأطفال. وأوضح د. مجدي بدران أن هذه الخطورة تزداد في ظل تراكم مخلفات حرق التبغ في البيوت مما يفاقم من تلوث الهواء الملوث حاليا بأتربة الخماسين. وأشار إلى أن 90% من المصريين يقضون حياتهم داخل المباني، سواء كانت منازلهم أو أعمالهم، والهواء يدخل الأماكن المغلقة، فلا غرابة من وجود الأتربة والغبار داخل البيوت وأماكن العمال المغلقة. وكشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن 70% من الأطفال في مصر يتعرضون للتدخين السلبى في منازلهم، مقابل 50% من الأطفال في إنجلترا، مؤكدا أن دخان السجائر يلوث البيئة، بما يعادل 10 أضعاف عوادم السيارات. وقال إن التدخين في السيارات مع تراكم الأتربة الخماسينية يسبب الحساسية للركاب. وشدد د. مجدي بدران على أن التدخين السلبى يزيد من معدلات حدوث الأزمات الربوية، ويزيد من الشوارد الحرة الضارة، ويقلل من مضادات الأكسدة، خاصة فيتامين "C"، و"H"، مما يعنى سهولة الإصابة بالأمراض المزمنة كالربو، خاصة من الأتربة الخماسينية، ويشل الأهداب التنفسية حيث يقصر أطوالها فتصبح قزمة ذات كفاءة أقل، ويدمرها على المدى الطويل، إضافة إلى تقليل نمو الرئة ووظائفها، ويزيد من التحسس للمواد المسببة للحساسية، ويؤدي للحساسية لدى من لديهم استعداد وراثى لها. وأشار إلى زيادة معدلات حدوث الأزمات الربوية، حيث تزداد معدلات الإصابة بأزمات الربو لدى الأطفال بعد العواصف الترابية، مضيفا أن التدخين السلبى يزيد من الالتهابات التنفسية، سواء بالبكتيريا أو الفيروسات، ويزيد من فرص اكتساب العدوى بميكروبات الدرن عند مخالطة المرضى به. وعن تأثير الرياح المعبأة بالرمال والأتربة، قال د. مجدي بدران إنها ربما تسبب مشكلات في الأنف والحلق والجهاز التنفسى والعين، خاصة في ذوى الاستعداد الوراثى للحساسيات، وسيلان الأنف وانسدادها وبحة الصوت والسعال وضيق النفس. وأكد أن الرياح تحتوى على الرمال والأتربة ببلايين الأطنان، موضحا أن الغبار، هو عبارة عن حبيبات صغيرة الحجم كالأتربة والرمال الناعمة، والعديد من الميكروبات بالملايين، وسموم البكتيريا تزيد من حساسية ضد حشرة الفراش، وسموم البكتيريا الداخلية، وهي عبارة عن مواد سامة الموجودة في أنواع معينة من البكتيريا؛ حيث تنطلق هذه الجزيئات الصغيرة عندما تتفكك هذه البكتيريا في الهواء وتصبح محمولة جوا يتنفسها المرء، مسببة التهابات الشعب الهوائية. وأضاف أن مصادر سموم البكتيريا الداخلية تتمثل في الأوساخ والقاذورات، والغبار، والهواء الخارجي، والعديد من أنواع مختلفة من الفطريات، والعديد من أنواع مختلفة من حبوب لقاح، والعديد من مسببات الحساسية المشتقة من الحيوانات خاصة الأليفة. أما ملوثات الجو الأخرى، فهي ملوثات الهواء المنزلى موجودة حتى في نصف منازلنا على الأقل، وتشمل: مخلفات التدخين السلبى، والجسيمات العالقة، قطرها أقل من 0.1 ميكرومتر، وتبقى عالقة.. ومسببات الحساسية المشتقة من الحشرات، وربما يحتوي على مركبات الرصاص.. وتختلف أضرار تلوث الهواء حسب عدة متغيرات.. وحجم الجسيمات العالقة في الهواء، الجسيمات الصغية الحجم أكثر ضررا بسبب سهولة المرور عبر الأنف والحنجرة والقدرة على دخول الرئتين.. ونسب وتركيز وطبيعة الجسيمات العالقة في الهواء، وفترة التعرض للهواء الملوث، والعوامل البشرية، مثل: السن.. الحالة الصحية.. المناعة.. الوراثة.