ورحل وزير العدل السابق في غمضة عين لأن دولتنا متدينة وتخشى غضب الله عليها عندما يتجاوز شخص ما حتى لو بحجم وزير سيادي في حق الرسول الكريم.. عظيم جدا.. دولة تخشى الله وتحب رسوله، ولكنها لا تحب ما جاهد نفس الرسول من أجله وهو العدل ! رحل الوزير القوي أحمد الزند وتبعه بساعات رحيل 15 % من مدخرات المصريين الوطنيين الذين لا يتخذون من الدولار بديلا أمنا وملاذا حاميا لنقودهم القليلة التي أتت من مصدر حلال ومن الشقاء في داخل مصر أو حتى خارجها.. المهم أن المستشار الزند رحل وأثبتت الحكومة فعليا أنها مؤمنة وطائعة لله ومحبة للرسول.. مدد يا سيدنا شريف ويا كل سيدنا في ربوع المحروسة ولكن.. في صبيحة ذات الليلة زادت ديون الدولة بمقدار 15 % وزاد التخضم أي الغلاء بنفس النسبة تقريبا وربما أكثر لكن كل ذلك لا يهم.. المهم أن الوزير رحل ثم سافر بعدها إلى الإمارات للاستجمام أو لحضور عرس عربى مفتخر أو لهدف آخر لا نعرفه حاليا وبقى كل شيء في مصر كما هو.. العدل مفتقد والغلاء سيد الموقف والسعي وراء رضا المستثمرين وتجار الأوطان هو المبتغى والغاية العظمى ! و ماذا بعد ؟ لا شيء جديد سيحدث، سيبقى الفقراء في مصر محاصرين بالفقر اليومى والغلاء المستعر المتحرش بهم وسيغنون لمصر وتدمع عيونهم مع كل كلمة عن الوطن وربما يبكون عندما يحرز لاعب هدف في مباراة للمنتخب أو حتى عندما يحرز أحد المحترفين المصريين هدفا في فريق يلعب له وليس لنا علاقة به.. بس اللاعب ده من ريحة مصر! ستستمر الحكومة في البحث عن مخرج لفشلها الدائم في إدارة ملف الاقتصاد وتجد الحل العادل الوحيد هو جيوب الفقراء ومتوسطى الحال الذين لا صوت لهم والذين يلزمهم من الوقت 30 عامًا حتى يستطيعون التوحد والثورة أو حتى الخروج ضد النظام كما فعلوا فتمت معاقبتهم لدرجة أنهم كفروا بالثورة وبكل ما يذكرهم بها وارتضوا بالخلطة السحرية من الفقر والذل والأمن للصامتين.. لذا ستقوم حكومة شريف إسماعيل بفرض ضريبة القيمة المضافة على التجار الذين يحلمون بها لكى يضيفوا هم أيضا بدورهم ضريبتهم المضافة على المواطنين وتتضخم ثرواتهم أكثر وأكثر، فإذا كانت الضريبة المقبلة 1.5 % على كل سلعة ستجدها بكل بساطة تصل ل 5 أو 10 % بعد اللمسة الخاصة بالتجار والمحتكرين ! ولا عزاء للضعفاء.. والضعفاء في بلدنا لا يحتاجون وزيرًا للعدل خلفا للمستشار أحمد الزند أو غيره، الضعفاء يحتاجون عدلًا وليس وزارة ولكن.. لأنهم ضعفاء يتكالب عليهم ويستأسد كل وزير يريد المحافظة على كرسيه المقدس، لذا بدأ وزير الكهرباء بإعلان استضاعفه للشعب وتنكيده عليهم أكثر وأكثر مبشرا سادته بزيادة فاتورة الكهرباء على الفقراء من بداية يوليو القادم ! تانى يا عم.. لا يا سيدنا قل رابع أو خامس أو ربما عاشر مرة ولن تكون الأخيرة، فمن أجل رضا المحتكرين وناهبى أموال الدولة من رجال أعمال مبارك يتم رفع سعر الطاقة والكهرباء على الشعب الضعيف الذي لا حول لهو لا قوة ودعم السادة الكبار ومنحهم مزيدا من الدعم حتى نحافظ عليهم فإذا خرج الشعب خارج مصر ففى ألف داهية أما هم فخروجهم يعنى نهاية اللعبة! [email protected]