سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحج إلى أمريكا.. قيادات الإخوان تحزم حقائبها إلى واشنطن لتبرير قمع الجماعة للشعب المصرى.. السيد: هناك عدم ارتياح بالبيت الأبيض مما يحدث.. وزهران: أوراق مرسى كُشِفت لإدارة أوباما
واشنطن قبلة الإخوان المسلمين، للخروج من الأزمات التى تمر بها البلاد، فبعد أن باءت زيارة الدكتور عصام الحداد مستشار الرئيس محمد مرسى للعلاقات الدولية، بالفشل، ورفضت الولاياتالمتحدة استقبال الرئيس فى المرحلة الحالية وعودة الحداد إلى مصر، جاء سفر الدكتور عصام العريان، مساء اليوم، خلسة إلى أمريكا لإعادة المحاولة واسترضاء الجانب الأمريكى، لاحتواء حالة الغضب لدى البيت الأبيض من الرئيس مرسى بعد الإعلان الدستورى وطرح مشروع الدستور للاستفتاء. يقول الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الدكتور الحداد عندما سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التقى مستشار الأمن القومى الأمريكى، لتوضيح مدى استقرار الأوضاع فى مصر والترتيب لزيارة الرئيس مرسى إلى أمريكا، لكن ما حدث والإعلان الدستورى ومحاولة تمرير الدستور وعدم كفاية الضمانات الدستورية لحقوق المصريين كافة، لم تكن هذه الأمور موضع رضا لدى الإدارة الأمريكية. وأشار كامل إلى أن أمريكا تضع نصب أعين الرئيس المصرى أنها لن ترضى إلا من خلال قرارات معينة تصدر عن الرئيس المصرى، ووضعت الإدارة الأمريكية أمام الحداد عددًا من الأمور لتحقيقها بالرجوع عن الإعلان الدستورى، لكن لم تتحقق، وبذلك عاد الحداد من أمريكا برفض مقابلة الرئيس المصرى فى الفترة المحددة وتأجيل الزيارة إلى فبراير. وأكد السيد أن هناك عدم ارتياح لدى الإدارة الأمريكية مما يحدث فى مصر، وعدم اتخاذ مرسى خطوات محددة، مما دفع دكتور العريان إلى السفر إلى الولاياتالمتحدة، ومن الممكن أن يلتقى مع شخصيات أمريكية رسمية، محاولًا تذليل سوء التفاهم الذى أدّى إلى تأجيل الزيارة، مضيفًا أنه لن يحدث الخروج من الأزمة بذلك، ولذا لا بد من السعى إلى الحصول على توافق. وأوضح أن التوافق لا يحتاج إلى زيارة أمريكا، فالزيارة مطلوبة إذا كان مرسى لا ينوى تغيير موقفه، وهو بحاجة إلى شرح الموقف، لأن أمريكا مهمة لمصر، لأنها تقدّم مساعدات عسكرية كبيرة للقوات المسلحة المصرية، كما أن أمريكا مهمة لأنها يمكن أن تعرقل قرض صندوق النقد من خلال عرقلة قرار مجلس إدارة البنك، وبالتالى قد تؤدّى إلى تأخيره، فأمريكا مهمة جدًّا للحصول على قرض الصندوق. ويقول الدكتور جمال زهران أستاذ السياسة بجامعة قناة السويس، إن "الدكتور الحداد سافر للترتيب لزيارة الدكتور مرسى إلى أمريكا، لكن جاء الإعلان الدستورى والإسراع بموعد الاستفتاء على الدستور وحدوث مشادات بين الأمريكان والإخوان حول الإعلان الدستورى، وطالبت الإدارة الأمريكية بإعادة النظر وتأجيل الاستفتاء إلى حين الاستقرار عليه، وبناء على ذلك رفضوا زيارة مرسى وتم تأجيلها إلى ما بعد 20 يناير". وأشار زهران إلى أن المصريين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بذلوا مجهودًا كبيرًا لكشف أوراق مرسى للإدارة الأمريكية، وأكدوا للأمريكان أن الإخوان ضد الديمقراطية وأنهم إرهابيون لا يستحقون الدعم، وسيستغلون زيارة مرسى لتمرير الدستور الإرهابى. وقال زهران إن أمريكا تنبّهت لذلك، فما كان منها إلا تأجيل زيارة مرسى حتى لا يفهم منها أن الإدارة الأمريكية تدعم مرسى ضد القوى الوطنية والثورية، التى قابلت السفيرة الأمريكية، وتم اتهامهم من قبل الإخوان بعلاقتهم مع أمريكا فى الوقت الذى كان يقابل الإخوان فيه المخابرات الإسرائيلية. ورفض زهران زيارة العريان للتنسيق مع الجانب الأمريكى، متسائلًا: بأى صفة يذهب العريان إلى الولاياتالمتحدة؟ وما هذا التناقض؟ إنه غرور السلطة وقد كان يعيب الإخوان من قبل على جمال مبارك بزياراته إلى أمريكا، قائلًا "المتغطى بالأمريكان عريان"، وكل ما يتم عمله من القيادات الإخوانية محاولات فاشلة. وقالت الدكتورة شيرين فهمى أستاذ العلوم السياسة والمتخصصة فى الشأن الأمريكى، إن "الأمريكان يهدفون إلى المصلحة ولا ينظرون إلى مَن يتعاملون معه، سواء الإخوان أو غيرهم، لذا فعلاقة الأمريكان مع الإخوان علاقة طبيعية كما كان يحدث أيام مبارك، حتى تكون مصر بالنسبة إلىها تابعة، وجولات القيادات الإخوانية للولايات المتحدة يهدفون منها تبرئة أنفسهم مما يحدث، خصوصًا أن هناك مصالح مشتركة مع الولاياتالمتحدة. وأشارت شيرين إلى أن سفر العريان المفاجئ غير مفسّر، لكن ذهابه إلى أمريكا حتى لا تقطع مساعداتها عن مصر، خصوصًا أن مصر ستخسر بقطع المساعدات الأمريكية.. لكن حل الأزمة المصرية لن يكون إلا من الداخل.