لسنوات طويلة.. ظل الفلسطينيون يحلمون بالأمن والأمان، حتى لو فى وطن غير وطنهم المحتل.. ولسنوات أطول ظلت إسرائيل تخطط لإخراجهم من أراضيهم ، وتوطينهم فى مكان بديل هو سيناء.. ويبدو ان حلم الفلسطينيين ورغبة الإسرائيليين أوشكا على أن يكونا حقيقة واقعة بعد صعود جماعة الإخوان المسلمين واحتلالها لقمة السلطة فى مصر.. فقد استغل الغزاويون العلاقة الوطيدة بين الإخوان وحركة حماس، وبدأوا يزحفون نحو أرض الفيروز واشتروا فيها مساحات واسعة من الأراضى الصحراوية واستصلحوها وأنشأوا عليها منازلهم وأقاموا فيها مع زوجاتهم المصريات.. هذه التحركات والصمت المصرى تجاهها دفع الناشط السيناوى مسعد أبو فجر لإطلاق إنذار شديد اللهجة للشعبين المصرى والفلسطينى حذرهما فيه من مخطط أجنبى ضخم هدفه توطين 750 ألف فلسطينى فى سيناء وهذا العدد هو نصف عدد سكان اهل غزة تقريبا.. أما تحذيره للفلسطينيين فسببه هو أنه فى حالة نجاح ذلك المخطط ستضيع قضيتهم الى الأبد، وبالنسبة للمصريين فإن نجاح المخطط يعنى توجيه إهانة بالغة للدولة وضياع جزء عزيز من أرض الوطن، وربما تتحول إلى بؤرة للنزاعات المسلحة، التى تمهد للتدخل الدولى فيها. أبوفجر واصل تحذيراته موضحا: « ازدادت فى الفترة الأخيرة معدلات تدفق الفلسطينيين من قطاع غزة الى سيناء، وتزوج عدد منهم من مصريات واشتروا مساحات كبيرة من الأراضى بأسماء زوجاتهم للتحايل على القانون الذى يمنع تملك الأجانب للأراضى المصرية، وأقاموا فيها إقامة كاملة، فضلا عن المعابر والأنفاق التى يتدفق منها يوما مئات الفلسطينيين.. وعلى الشعب المصرى بصفة عامة وأهل سيناء بصفة خاصة التصدى لهذا المخطط ومواجهته بكل حسم وحماية حدوده وأراضيه، وبشكل لا يؤثر على موقفه الإنسانى من مناصرة القضية الفلسطينية». مصدر امنى مسئول اتفق مع كلام أبوفجر قائلا: «بعد ثورة يناير أصبحت منطقة الأنفاق الحدودية مفتوحة بين قطاع غزةوسيناء، يتنقل الفلسطينيون من خلالها بسهولة ويسر لدرجة أن حركة حماس تفرض رسوما جمركية على العابرين لتلك الأنفاق ، وتطالب مصر دائما بتخفيف القيود المفروضة عليها، ونظرا لغياب الأمن الواضح وتغاضى القيادة السياسية الإخوانية عما يحدث، يمكن أن نقول ان تلك المناطق الحدودية أصبحت خارج السيادة المصرية وتتحكم فيها مافيا التهريب، فضلا عن أن الفلسطينيين اشتروا مساحات شاسعة من الأراضى وأعدادا كبيرة من المنازل فى منطقة «السكاسكة» شرق العريش، وفى مدينتى رفح والشيخ زويد وغيرهما من المدن السيناوية». «سيناء لن تكون وطنا بديلا للفلسطينيين».. بهذه الكلمات بدأ مصدر أمنى سيناوى حديثه مع «فيتو» حول قضية توطين الفلسطينيين فى أرض الفيروز وخروجها عن السيطرة الامنية المصرية وأضاف: « ندرك ان هناك مخططات أجنبية تحاك ضد مصر فى هذا الشأن، ونعلم جيدا من وراءها وسنتصدى لها بكل حسم، وفى ذات الوقت لن نتخلى عن أشقائنا فى فلسطين وسنظل الداعم الرئيسى لقضيتهم، ونعمل على تخفيف الحصار المفروض عليهم باعتبار ان مصر هى صاحبة الدور القيادى فى هذا الشأن».. وشدد المصدر على ان سيناء تحت السيطرة الأمنية، وان الحوادث التى تقع فيها فردية ولا تزيد على ما يحدث فى غيرها من المحافظات الأخرى.