من الآخر.. من غير لف ولا دوران لو فاز الأهلي اليوم استعاد بطولة الدوري بنسبة ألف في المائة ولو تعادل ضمن الفوز بنسبة 51٪. ولو فاز الزمالك سوف يحافظ على بطولته للمرة الثانية على التوالى كما حدث عامى 64 و1965 وقد يضيف إليه بطولة الكأس أيضا!! مباراة الأهلي والزمالك معا دائما ما تحوم حولها الشائعات والتكهنات ويشتد التوتر والقلق بين جمهور الناديين أكثر من توتر اللاعبين. اليوم يتقابل الفريقان وربما تكون قد تأجلت بعد كتابة المقال لأن مرتضى رئيس نادي الزمالك رأسه وألف سيف ألا يلعب باستاد برج العرب حتى لو صدرت تعليمات من جهات عليا فهو يعتمد على ما يحمله من حصانة برلمانية. جماهير الزمالك ورئيس النادي يثقون ألف في المائة أن الأهلي لا ينهزم أبدا في استاد برج العرب وبهذا يعتبره الأهلاوية «وشه حلو عليهم» ويتمسكون باللعب عليه تفاؤلا ورغبة في حسم مصير بطولة الدوري من الدور الأول تعويضا لضياع البطولة العام الماضي.. والزملكاوية يريدون حرمان الأهلي من هذه الميزة تمسكا بحقهم في ضرورة إقامة المباراة باستاد القاهرة.. باعتبار أن الأهلي مقره العاصمة وليس من حقه أن يسحب الزمالك خارجها. من هنا وحتى كتابة هذه السطور لم أعرف ماذا استقر عليه الأمر.. لكنى أثق أن مرتضى ومجلسه لن يستجيبوا لتعليمات اتحاد الكرة ولا الجهات الأمنية حتى لو أصرت على اللعب في برج العرب حتى لو أدى إلى انسحاب الزمالك. أيا كان الأمر فإننا نعيش أياما عصيبة رياضيا خاصة كرة القدم منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 التي لا يعترف بها رئيس الزمالك وبعدها كارثة ألتراس الأهلي والمذبحة التي وقعت باستاد بورسعيد، وتحديدا أول فبراير 2012 والتي توقفت الكرة بعدها، ثم كارثة ألتراس الزمالك «الوايت نايتس» باستاد الدفاع الجوى 2014، ثم موقف الأمن الذي يرفض رفضا باتا دخول الجماهير أية مباريات مما يسبب خسارة كبرى للأندية لحرمانها من إيراد دخل المباريات وهو بالملايين للإنفاق منها على المدربين والأجهزة الفنية واللاعبين واللعبات الأخرى غير كرة القدم. في تقديرى أن الطامة الكبرى بدأت قبل عشرين عاما عندما قرر الأمن تخصيص مدرجات لجمهور الأهلي وحدهم ومدرجات لجماهير الزمالك، مع أن الأسرة الواحدة.. بل الأب والابن أحدهما يكون زملكاويا والآخر أهلاويا، ومع هذا فصلنا بينهما، هذا في مدرج والآخر في مدرج. من هنا زاد التوتر والاحتقان والكراهية والتعصب، وكنا زمان نجلس في مدرج واحد، الأهلاوية والزملكاوية فنتبادل الضحك والقفشات والتعليقات ون تبادل الأكل السندويتشات واليوسفى والقصب واللب والسوداني، وتتصرف كل الجماهير فائزة أو مهزومة بكل روح رياضية. ومع احترامنا لرجال الأمن ودورهم العظيم في حفظ أمن وسلامة المواطنين لكن بعضهم رفض تحمل المسئولية، فطالب بإقامة المباريات بدون جمهور دون سائر بطولة الدوري في كل دول العالم، فأصبحت الجماهير تبحث عن وسيلة للدخول المدرجات، إما بقفز الأسوار أو بإشعال الحرائق خارجها أو بالاعتراض والاحتكاك بالأمن.. ولو كنا في زمن زكى بدر أو حسن الألفى أو أحمد رشدى لأقيمت المباريات بالجمهور وفى استاد القاهرة وحتى لوحضرها مائة ألف، فإن رجال الشرطة قادرون على حمايتها، لكن لأن بعض القادة يريدون إراحة أنفسهم بحجة الدواعى الأمنية والخوف على مصلحة البلاد فإنهم يمنعون دخول المباريات وكانت النتيجة الطبيعية أن يلعب «فريقا القاهرة» الأهلي والزمالك خارج القاهرة!!