ارتفاع أسعار النفط مدعومًا بتفاؤل بإعادة فتح الحكومة الأمريكية    عمليات إلغاء الرحلات الجوية اليومية لشركات الطيران الأمريكية تتجاوز 2000 رحلة    خبير أمريكي يتوقع التخلص من زيلينسكي قبل عيد الميلاد    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    وزير الاستثمار: 16 مليار دولار حجم التجارة مع الصين.. ولدينا 46 شركة تعمل في مصر    لجنة المرأة بنقابة الصحفيين تصدر دليلًا إرشاديًا لتغطية الانتخابات البرلمانية    فقدان 200 شخص في غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل الماليزية    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    الرئيس اللبنانى يؤكد ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على البلاد    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    ارتفاع أسعار الذهب اليوم 10 نوفمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    «طلعوا الشتوى».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس: استعدوا ل منخفض جوى بارد    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    وزير المالية: بعثة صندوق النقد تصل قريبًا ومؤشراتنا مطمئنة    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    «محدش كان يعرفك وعملنالك سعر».. قناة الزمالك تفتح النار على زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    حدث ليلا.. مواجهات وملفات ساخنة حول العالم (فيديو)    شيري عادل: «بتكسف لما بتفرج على نفسي في أي مسلسل»    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    اليوم..1283 مرشحًا فرديًا يتنافسون على 142 مقعدًا فى «ماراثون النواب»    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    «الكهرباء»: تركيب 2 مليون عداد كودي لمواجهة سرقة التيار وتحسين جودة الخدمة    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    «لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور يحيى الرخاوي يرسم خريطة الأمراض النفسية: مذيعو الفضائيات أضروا المجتمع ودمروا «نفسية المصريين»
نشر في فيتو يوم 06 - 02 - 2016

هل شعرت في وقت من الأوقات بأنك في حاجة للذهاب إلى طبيب نفسي أو شعرت بحاجة للعلاج النفسي، ليس المجاذيب فقط من هم في حاجة لزيارة الطبيب النفسي، نسبة المرضى النفسيين ربما تكون زادت في مصر بشكل كبير؛ حيث خرجت إحصائيات كثيرة في الأسابيع الماضية بوصول المرضى النفسيين في مصر إلى ما يزيد على 15 مليونًا.
الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ الطب النفسي بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، فتح لنا قلبه وعقله حول المرض النفسي في مصر، وهل تغيرت نفسية المصريين في السنوات الماضية بعين الخبير والمتخصص.. وإلى نص الحوار:-
ما تعريف المرض النفسي، وهل يختلف تعريفه من دولة لدولة أخرى؟
المرض النفسي هو اضطراب في التوازن الذاتي أو في الاتساق مع الطبيعة أو مع الآخرين أو مع الكون، أو كل ذلك معا، هو اضطراب لدرجة الإعاقة عن مواصلة الحياة بمعنى العمل وكفاءة العلاقات، أو لدرجة المعاناة الشديدة من هذا النشاز بينه وبين نفسه وبين المحيط، وأحيانا يضاف إلى ذلك احتمال إيذاء الآخرين أو إيذاء الذات بطرق مباشرة أو غير مباشرة، وهو يختلف باختلافات الثقافات في المحتوى والأعراض، وليس في التقسيمات والتشخيصات المتفق عليها عالميا غالبا.
أما من حيث الأسباب، فالمرض النفسي هو اضطراب وظيفي ينشأ من تضافر عدة عوامل على رأسها صراعات لا شعورية في عهد الطفولة وعوامل بيئية متشابكة ومترابطة، ومن ناحية الهدف هو محاولة شاذة للتخلص من صراعات واضطرابات، وتستهدف حلا لأزمة نفسية ومحاولة لتجنب القلق أو إيقافه، ومن حيث الأبعاد فإن المرض النفسي ليس مقتصرا على النواحي السلوكية والعصبية، وإنما أصبح يضم عددا واسعا من اضطرابات الشخصية، كالانحرافات الجنسية والأمراض الجسمية.
ما آخر إحصائية علمية تثق بها حول عدد المرضى النفسيين في مصر؟
هناك إحصائيات كثيرة حول المرضى النفسيين في مصر، وكان آخرها أن العدد ارتفع إلى ما يقرب من 15 مليون مواطن بنسبة تصل لنحو 17% من المصريين، ولكن أنا أرى أنه لا توجد إحصائية علمية دقيقة للمرض النفسي في مصر، والمتاح بالتقريب يشير إلى أن الأمراض النفسية الجسيمة "التي تسمى الأمراض العقلية أحيانا مثل الفصام" نسبتها هي نفس النسبة المعترف بها عالميا في معظم بقاع العالم، وهناك أكثر من 200 نوع من الأمراض النفسية على مستوى دول العالم أجمع، أشهرها الاكتئاب بأنواعه والقلق والهلع والفصام والشيزوفرينيا والاضطراب الوجداني والإدمان.
هل تغيرت نفسية المصريين في الخمس سنوات الماضية؟
طبعا تغيرت وليس فقط في الخمس سنوات الماضية؛ لأن أي شخص أو شعب لا يتغير في خلال خمس سنوات أو أقل يعتبر متوقفا عن النضج والحركة والحياة، أما عما إذا كان هذا التغير إلى أحسن نفسيا أو إلى أسوأ فهذا يصعب الحكم عليه بانطباعات شخصية أو إعلامية، المفروض أن يطرح هذا السؤال ليس فقط في الخمس سنوات الماضية ولكن طوال السنوات الماضية، وأنا أرفض أن أعتبر أن الظواهر النفسية التي ظهرت في الخمس سنوات الأخيرة ظواهر أمراض نفسية جماعية، قد تكون انحرافات أو قد تكون مضاعفات الفوضى والإحباط، لكن لا ينبغي وصفها بالمرض فهذا غير علمي وغير مفيد.
كيف ترى طموحات المصريين وخاصة الشباب في الوقت الحالي؟
مازالت موجودة رغم كل الإحباطات الظاهرة، فمن الواضح أن الأخطاء التي تورطنا فيها قد بادر الشرفاء والمخلصون منا بتصحيحها أو على الأقل بالبدء في تصحيحها، وأنا أفضل استعمال تعبير "الحفاظ على الأمل"، فهو تعبير أقرب إلى الواقع من "النفخ في الطموحات"؛ لأن التعبير الأخير يحمل قدرا من البعد عن الواقع، والاستعجال والاعتمادية.
أنا أرى أنه خلال العقدين الأخيرين وبسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، ودخول العالم في مرحلة العولمة، كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية تعكس تحالف القوى الرأسمالية العالمية العملاقة، تفاقمت أزمات الشباب أكثر فأكثر في البلدان الفقيرة؛ حيث بات الشباب يعاني من أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة والمركبة القائمة أصلًا، وأخرى ناتجة عن التأثيرات القادمة عبر الإنترنت والفضائيات، التي تعكس ثقافة ومفاهيم مجتمعات أخرى غريبة، وتتحدث عن رفاهية خيالية نسبة لشباب البلدان الفقيرة، ما يهدد الشباب في هذه البلدان بأزمات جديدة جراء هذا المد العولمي، ولكن رغم كل ذلك إلا أن الشباب المصري لازال متمسكا بقدر كبير من الأمل المشروع ويعمل على تقدمه والنفع لبلاده.
نريد منك تشريحًا للشخصية المصرية وما اعدتاها في السنوات الأخيرة؟
أنا لا أستعمل مصطلح "تشريح الشخصية المصرية"، وخصوصا إذا ارتبط هذا المطلب بفترة معينة، فالشخصية المصرية لا يجوز عليها التعميم والاختزال هكذا، وهي ليست واحدة في كل بقاع مصر، والانفلات الذي حدث لم يتمادَ إلا في شريحة محدودة هي التي طفت على السطح ونفخ فيها الإعلام واعتبرها هي كل الشعب المصري، ثم إن للشخصية المصرية عراقة تاريخية لا يصح أن ننساها ونحن نرصد الفقاقيع التي ظهرت على سطح الوعي الجمعي لبعض الفئات مؤخرا.
كيف يستطيع المصريون مواجهة ظروفهم وعدم تحولهم لمرضى نفسيين؟
لا يوجد شعب يمكن أن يوصف بتحوله إلى مرضى نفسيين، أنا أرفض انتشار تعبيرات تدل على مرض نفسي جماعي مثل "الاكتئاب القومي"، وأرفض استعمال أسماء الأمراض لوصف شعب بأكمله، أو حتى لوصف فئة منه، وإن كلمة «مرض نفسي» ينبغي أن تقتصر على أفراد يعانون، وهم أحيانا يكونون أرق وأرقى من العاديين المستسلمين أو المتبلدين أو مروجي اليأس وهم يبتسمون.
أما ما يستطيعه المصريون فهو كثير، مثلما استطاعوا عبر التاريخ أن يقوموا من كبواتهم، وأن يردوا الغزوات عليهم، وقد فعلوا ذلك وسوف يفعلونه بإحياء قيمة العمل، والتكافل، واحترام كل دقيقة بل كل ثانية، وأن يملأوا الوقت فيما هو أحق بالوقت، ويكفوا عن وضع اللوم على الآخرين دون أنفسهم.
ما دور المصحات النفسية في المجتمع؟
لا يوجد دور للمصحات النفسية إلا للعناية بالمرضى، وشعب مصر يحتاج للعدل كله وليس العدالة الاجتماعية فقط، وللحرية الحقيقية وهي ليست الديمقراطية المستوردة، وللإنتاج والتصنيع والإيمان والمثابرة، وكما للمصحات النفسية دور أيضا لزيارة الأهل أثناء فترة العلاج دور مهم، فهي جزء من خطة الخروج للمريض وتجهيزه للخروج النهائي من المستشفى، كما أن زيارة المريض للأهل تتم أولا باقتراح من الفريق العلاجي أثناء تحسن حالة المريض، وتتم تهيئة كل من المريض والأهل وعمل برنامج لتلك الزيارة وتحديد الأهداف العلاجية المرجوة، وهذا يساعد على تحسين وتدعيم العلاقات الأسرية مع المريض وتفهم الأهل طبيعة المرض النفسي.
وصفت مصر بأنها تعيش حالة رعب لا أخلاقي، هل تعتقد أن غياب الأخلاق والضمير لهما دور فيما وصلنا إليه؟
لا يوجد شيء اسمه رعب لا أخلاقي، ورعب أخلاقي، الرعب رعب، ومن حق أي إنسان أن يعلنه إذا كان هناك ما يرعبه، دون أن يستسلم للإعاقة به، أما اللا أخلاقية فهي رذيلة بالرعب وبدون رعب، ومن يتنازل عن القيم الأخلاقية - رغم ما يبدو عليه من أنه يكسب بذلك ما يريد - هو الخاسر الأول، فهو ليس فقط خاسرا الأخلاق بل هو يخسر نفسه أساسا.
تعليقك على أداء الإعلاميين في محاولة إثارة المواطنين وتصدير الأخبار المحبطة وتأثيرهم على نفسية المصريين؟
هذا سؤال شديد الأهمية، فقد تورط كثير من الإعلاميين- من دون ذكر أسماء، فكل لبيب بالإشارة يفهم- في التركيز على الإثارة والمنظرة والتهييج وطرح أمور للتباهي ورشوة المستمع أو المشاهد، دون إبلاغ أي رسائل إيجابية مفيدة، وأرى أن مسئولية الإعلام تضاعفت؛ حيث أصبح عليه الإسهام في تشكيل وعي قومي عام جديد وليس رأيا ديمقراطيا صناديقيا منفعلا، بعد أن انهار التعليم واختفى المجتمع المدرسي السليم، أعانهم الله وغفر لهم.
الاعلام مقصر في القيام بدوره في مجال الصحة النفسية، وربما أسهم في ترسيخ المفاهيم الخاطئة السائدة عن الصحة النفسية، ولكن في الوقت الحالي تغير هذا الوضع بسبب اتباع المستشفيات الأسلوب الطبي النفسي الاجتماعي في علاج المرضى، واعتبار الأسرة أحد أعضاء الفريق العلاجي، حتى الأسرة السلبية أصبحت مهمة في علاج المريض، وأصبحت الأسرة تتابع ما يجرى للمريض ويوضح لها كيف تساعد وتتعامل معه من أجل علاجه وشفائه من هذا المرض.
ما مواصفات وأعراض الأمراض النفسية بالتحديد ومنها الاكتئاب، شيزوفرينيا، الإحباط، الاضطراب النفسي، الفصام، التخلف العقلي وغيرها؟
هذا سؤال يحتاج كتابا بأكمله للرد عليه؛ لأن تشخيص مريض واحد قد يحتاج ساعات بل أياما للوصول إلى توصيفه موضوعيا، وحتى تسمية الأمراض بلافتة تشخيصية معينة لم يعد مطلوبا في المقام الأول في الممارسة الطبية الإنسانية الهادفة لعلاجه، والمرض النفسي وفقا لتعريفه المشهور هو نمط سيكولوجي أو سلوكي، ينتج عن الشعور بالضيق أو العجز الذي يصيب الفرد، ولا يعد جزءًا من النمو الطبيعي للمهارات العقلية أو الثقافة.
وأهم الأمراض النفسية هي الاكتئاب، ويعرف بأنه هبوط نفسي بالغ الشدة يخيل للمرء المصاب به أنه فاشل في كل شيء وغير نافع لأي شيء، فيداهمه اليأس ويسلبه نشاطه ويفتر همته، والاكتئاب ينقسم ل3 أنواع، هي الخفيف وأعراضه عبارة عن لا مبالاة تجاه أي أمر، حزن وعبوس، تشاؤم، بطء ذهني وحركي، بلادة في نظرات العيون، شعور المكتئب بأنه إنسان فاشل، وفقدان الثقة بالنفس، والاكتئاب الحاد وأعراضه اضطراب المزاج، تبدلات في الوزن والقابلية إلى الطعام، اضطراب نمط النوم، إحساس بالذنب، برود جنسي، وتعاسة واضحة على وجه المريض، أما الاكتئاب الذهولي الحاد يؤدي لرفض المريض الاختلاط بالغير، العزلة الشديدة، شعور بالأسى والقهر واحتقار الذات، ويعنِّف نفسه بقسوة ويتهمها بأبشع الصفات، ويكون مقتنعا بأنه سبب المشكلات والمصائب لمن حوله، يفقد الشعور بالواقع، وتظهر عليه هلاوس سمعية، لكن قدراته الذهنية وذاكرته تظل كما هي، ويتمنى الموت أو اللحاق بعزيز سبقه إلى الموت ومن الممكن أن يحاول الانتحار.
وهناك الفصام أو ما يعرف ب«شيزوفرينيا» ويعرف أيضا بانفصام الشخصية، وهو عبارة عن مرض دماغي عصبي يؤدي إلى اضطراب الحالة النفسية كبقية الأمراض النفسية الأخرى، وهو انقسام في فكر المريض نفسه بين محتوىات فكره وأفعاله ورغباته، وأعراضه عبارة عن تخيلات غير طبيعية، تفكير غير سليم وغير منتظم، هلاوس، توهمات، هياج، خمول، قلة الكلام، فقدان المتعة تجاه أي شيء، عدم الرغبة في الاختلاط بالمجتمع، سماع أصوات تتحدث مع بعضها في رأسه وهذه الأصوات توجهه لكي يقوم بأفعال معينة، ويعتقد أن الأفكار التي تدور في رأسه موجهة إليه من قبل الآخرين، ومن المحتمل أن يتصور نفسه شخصية مهمة ومعروفة أو يعتقد أن الآخرين يراقبونه ويتجسسون عليه، ويحب الانطواء على نفسه والصمت لاعتقاده أن الآخرين لا يصدقونه.
أما التخلف العقلي هو انحطاط واضح في نسبة الذكاء يجعل صاحبه عاجزًا عن التعليم المدرسي وهو صغير، وعن تدبر أموره دون إشراف من الآخرين وهو كبير، وهو درجات متفاوتة أبسطها المغفّل وأوسطها الأبله وأشدها المعتوه، وتعود أسباب التخلف العقلي إلى عوامل بيولوجية أو اجتماعية نفسية تعمل فرادى أو مجتمعة، وأهمها العوامل البيولوجية الوراثية، وفي العوامل الاجتماعية والمجتمعية فهناك الضعف الثقافي والعائلي، البيئة، المستوى الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي، الفقر والجهل، الحرمان من فرص التعليم، والاضطراب الانفعالي لدى الأطفال.
وما أعراض التخلف العقلى؟
التخلف العقلي له أعراض، أهمها الأعراض الجسمية، وهي عبارة عن بطء النمو الجسمي، صغر الحجم والوزن عن العادي، نقص حجم ووزن المخ عن المتوسط، تشوه شكل وتركيب حجم الجمجمة والفم والأذنين والعينين والأسنان واللسان، وتشوه الأطراف، أما الأعراض العقلية المعرفية فهي بطء معدل النمو العقلي المعرفي، نقص نسبة الذكاء عن 70 عادة، عدم توافق وانسجام القدرات، اضطراب الكلام، ضعف الذاكرة والانتباه والتركيز والإدراك والتعميم والتخيل والتصور والتفكير والفهم، وهناك أيضا أعراض انفعالية أهمها التقلب والاضطراب الانفعالي، بطء الانفعال وغرابته، سرعة التأثر، عدم اكتمال نمو وتهذيب الانفعالات، قرب ردود الأفعال من المستوى البدائي، والأعراض الاجتماعية وهي عبارة عن صعوبة التوافق الاجتماعي، اضطراب التفاعل الاجتماعي، نقص الميول والاهتمامات، الانسحاب والعدوان، عدم تحمل المسئولية، مغايرة المعايير الاجتماعية، واضطراب مفهوم الذات.
وما التعريف العلمى للهستيريا؟
هي حالة اضطراب عقلي ناتج عن التذبذبات الانفعالية تأتي فجأة وتختفي فجأة، وتظهر حالات الهستيريا بنوبات من البكاء أو الضحك أو الصراخ يحدثها المريض دون إدراكه وتستمر لبضع دقائق، تتميز شخصية المريض بهستيريا بعدم النضج والاعتماد على الغير والاندفاع وحب المجاملة والحساسية الشديدة وسرعة الخجل، تحب لفت الأنظار إليها والتأثير على الآخرين واستجلاب التعاطف معها، وفي بعض الأحيان الانبساط وحب الاختلاط وعدم الاستقرار والشعور بالنقص، وغالبا ما تكون شخصية تلجأ إلى أحلام اليقظة بشكل مفرط تعوض بها فشلها، وتحاول أن تسيطر على الآخرين بنوبات غضبها وصراخها، وبالتهديد بالانتحار ولديها برود جنسي.
وبالنسبة للبارانويا؟
البارانويا أو ما يسمى بالهذاء، حالة مرضية ذهنية تتميز باعتقاد باطل راسخ يتشبث به المريض بالرغم من سخافته وقيام الأدلة الموضوعية على عدم صوابه، وتتسم هذاءات المريض بالمنطق لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح، أهم أعراضه أنه يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم، يعتقد دائمًا أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية في أنفسهم، فتنصرف عنه الناس وعندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضب عليهم، يرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه، يضخم الأمور، يتصرف بشكل عدواني، لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك، ومن يتودد إليه خاسر؛ لأنه سيعتبر تودده فخًا، يريد الآخر أن يوقعه فيه، غالبا ما يكون علاج المريض بالهذاء طبيًا، وأكثر ما يعتمد عليه هو العلاج بالصدمات الكهربائية، والهدف منه تخفيف حدة قلق المريض ومحاولة العمل على تخليصه من الأوهام المسيطرة عليه وجعله أكثر طواعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.