وصف وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من يتهم السعودية بدعم التطرف، بأنهم "لا يفشلون فقط في الاعتراف بالدور القيادي للمملكة في مجال مكافحة الإرهاب في العالم، بل أيضًا لا يرون أنه من غير المنطقي وغير العقلاني أن تكون السعودية في موقع أقلّ من الطليعة بين الدول التي تكافح الإرهاب". وأشار الجبير إلى أن وجود عدد من اللاعبين، الذين يستهدفون السعودية، "لكلّ منهم دوافعه الخاصة، سعيًا لزعزعة البلاد وترهيب المواطنين"، ولذلك فإن من المصلحة هزيمة الإرهاب كأولوية وطنية. وأضاف الجبير في مقال له نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية اليوم الخميس، أنه سواء كانت تمثّل أولئك اللاعبون في تنظيمات مثل القاعدة أو داعش أو في دول راعية للإرهاب مثل إيران ووكلائها، فإن السعودية، كما أي دولة أخرى، لديها حافز للحفاظ على الأمن القومي لمنع الأشخاص وتوقيف الأموال والفكر الذي يغذي الإرهاب والتطرف. وشدد على أن المملكة لم تدخر أي جهد أو كلفة لمكافحة الإرهاب بوجه هؤلاء الخصوم المتنوعين والخطيرين، وأن الرياض ملتزمة باجتثاث التطرف من جذوره وبتجفيف موارد المجموعات المسلحة. وإضافة إلى اعتقال المتطرفين داخل السعودية وإخضاعهم إلى محاكمات مختصة، فإن المملكة فرضت واحدًا من أدق الأنظمة المختصة بالرقابة المالية في العالم لمكافحة تمويل العمليات الإرهابية، بقوانين حظر جمع التبرعات في المساجد والأماكن العامة، كما أن عمليات تحويل أموال الجمعيات الخيرية السعودية إلى الخارج ممنوعة للتأكد تمامًا من أن تلك الأموال الخيرية لا تصل إلى أيدي الإرهابيين. وبالعودة إلى السنوات الماضية، كما يقول الجبير، فإن المملكة أطلقت في 2005 حملة توعوية وطنية لمكافحة التطرف ورفع الوعي عن مخاطره، في حين شهد العام 2008 إطلاق حوار أديان عالمي لترويج التناغم بين الأديان والثقافات في العالم، كما أنشئ مركز عالميًا في فيينا لمواصلة تلك الجهود. وأشار الجبير إلى أن المملكة قدمت منحة بلغت 110 ملايين دولار لإنشاء مركز محاربة الإرهاب التابع لمنظمة الأممالمتحدة للعمل على التصدي للفكر المتطرف الذي يغذي الإرهاب ويساعد في الوقت عينه على بناء قدرات الدول الأعضاء في المنظمة لمكافحة الإرهاب. وأنشأت السعودية وحدات أمنية واستخباراتية سعودية وعالمية للعمل معًا بشكل وثيق للتحقيق ومنع حدوث مخططات إرهابية ومالية. كما أن المملكة تعتبر أول دولة تشن غارات جوية فوق سوريا كجزء من العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، وهي تقود حاليًا تحالفًا من 38 دولة إسلامية لمكافحة الإرهاب والتطرف. وأكد الجبير أن الإرهاب آفة عالمية، وأن الكثير من البلدان عرفت الحزن والألم اللذين يسببهما، ولذلك فإنه من غير المنطقي بالنسبة للسعودية أن تدعم أو تتغاضى عن أولئك الذين يخططون لتدمير المملكة، "إن هذا الأمر ضد شيمنا وعقيدتنا ووطنيتنا". واختتم الجبير مقاله بالإشارة إلى أن كل ما ذكر يدل على أن المملكة ردّت على التطرف والإرهاب بقوة وإصرار وعزيمة. ولذلك فإن اتهامها بالتساهل أو بالتواطؤ في ما يخص مكافحة الإرهاب وتمويله، ليس أمرًا غير مسئول فحسب، بل مناف للواقع أيضًا.