قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن إنشاء متحف النيل بأسوان يأتي في إطار اهتمام الوزارة بحفظ الوثائق والمقتنيات الخاصة بالري والصرف، وجميع المنشآت المقامة على نهر النيل. وأضاف وزير الري، خلال افتتاح المتحف، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أن المتحف تمت إقامته على الطراز النوبي السوداني بمسطح 2052 م2، وبتكلفة إجمالية بلغت 80 مليون جنيه. وينقسم المتحف إلى جناحين، جناح إداري بمسطح 760 م2، ويشتمل على البهو الرئيسى وقاعة العرض السينمائي للأفلام الوثائقية وغرفة تحكم وقاعات كبار الزوار وقاعات اجتماعات ومكاتب إدارية، وجناح العرض المتحفي بمسطح 1300 م2، ويشتمل على صالات عرض مغلقة، وصالات عرض مفتوح، وصالات توزيع، ويتكون المتحف من ثلاثة أدوار يطل كل منها على منظر ساحر لخزان أسوان، حيث صممت واجهته وبواباته من جرانيت أسوان الوردي، ونقش عليها باللغة الفرعونية القديمة "مصر هبة النيل". وأشار وزير الموارد المائية والري إلى أن المتحف يكون من أهم المزارات السياحية التي سوف تتميز بها أسوان، والذي لا يقل في أهميته التاريخية عن أي متحف آخر، وذلك لموقعه وما يضمه المتحف من مقتنيات، حيث تم إنشاء المتحف في موقع متميز على ربوة تطل من الناحية الغربية على كل من: خزان أسوان والسد العالي، الأمر الذي يعطي لمسات جمالية ورونقا حضاريا لمنطقة المتحف، تسهم في تفعيل الخريطة السياحية، وما يترتب على ذلك من مردود اقتصادي واجتماعي وبيئي. ويعتبر المتحف بمثابة مقر دائم من أجل خدمة المجتمع وتطويره، ويكون متاحًا لجميع أفراد المجتمع، لاستغلاله في عمليات الحفظ والبحث والتواصل وعرض التراث الإنساني، وعرض المقتنيات العلمية والفنية ذات القيمة والأهمية التاريخية. ويضم المتحف كل الوثائق والأفلام القديمة التي تروي قصة كفاح بناء السد العالي، ومجموعة كبيرة من المقتنيات التي تصور رحلة جريان نهر النيل بداية من منابعه أسفل هضبة إثيوبيا وحتى نهايته عند المصب في البحر المتوسط. كما يضم المتحف وثائق تاريخية نادرة، وأفلاما تسجيلية تؤرخ لمراحل إنشاء خزان أسوان منذ عام 1898، وإنشاء السد العالي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بجانب الأدوات التي استخدمها المهندسون في عملية بناء هذين الصرحين الكبيرين، بالإضافة إلى لوحة تذكارية من الرخام تضم أسماء الشهداء من مهندسين وفنيين وعمال الذين شاركوا في ملحمة بنائهما، ولوحات وصور توضح تطور أعمال الري وأدواته منذ عصر محمد علي حتى الآن، علاوة على خرائط وتصميمات لكافة منشآت وزارة الري بداية من القناطر الخيرية وحتى المحطة العملاقة للري بتوشكى ومرورًا بالسد العالي. ويأتي إنشاء متحف النيل "نيل واحد.. حضارة واحدة"، في إطار الحرص على توطيد أواصر العلاقات مع دول حوض النيل، والعودة إلى النسيج التاريخي لدعم الروابط الأزلية بين الأشقاء الأفارقة.