الشخصية التى نقول عنها باللغة الدارجة "نمكية" .. وهى التى نجدها نظيفة بشكل زائد عن الحد، لا يتهاون فى أى شىء ويهتم بالتفاصيل بشكل مبالغ فيه .. هذه الشخصية يطلق عليها فى الطب النفسى .. الوسواس القهرى . ويقول الدكتور ممتاز عبد الوهاب أستاذ الطب النفسى أن أعراض الوسواس القهرى تبدأ عادة فى مرحلة المراهقة .. وقد يبدأ فى سن الطفولة فى بعض الأحيان، ولكنه يبدأ مع المراهقة وظهور المشاعر والأحاسيس الجنسية .. فالمراهق قد يحس بعدم الطهر والنظافة نتيجة هذه المشاعر، فيبدأ فى تنظيف نفسه جسديا، ولكن يظل الإحساس بعدم النظافة قائمًا. وعادة ما يكتم المريض أعراضه وقد لا يلجأ إلى العلاج خوفًا وخجلًا من حالته ، وحتى لا يظن به الناس الجنون، ولا يبحث عن العلاج إلا بعد تفاقم حالته المرضية، وتدخلها فى حياته مسببة له اضطرابًا . وعن أسباب الوسواس القهرى يقول دكتور ممتاز إنها قد تكون بيولوجية، وإن كانت غير واضحة ومؤكدة ولكن يشير إلى بعض المشاهدات والملاحظات التى يمكن رصدها والتى قد تعكس احتمالات حدوث المرض . ويضيف دكتور ممتاز أن بعض مرضى الوسواس القهرى تبين أن لهم تاريخًا مرضيًا مثل حدوث إصابة أثناء الولادة، كما أن بعض مرضى الصرع لديهم أعراض مشابهة للوساوس . وعن صفات الشخصية المصابة بالوسواس القهرى يشير دكتور ممتاز أنها شخصية تحب المثالية ، ودائمة البحث عن الكمال ، ويحاسب نفسه على كل صغيرة وكبيرة ، كما أنه متردد لا يستطيع اتخاذ القرارات بسهولة ، ذو ضمير يقظ ، ولا يقبل بالتهاون فى أى شئ . وعن علاج الوسواس القهرى يؤكد دكتور ممتاز أن التحسن المرضى يحدث إذا بدأ المرض فى سن متأخرة حيث تتوفر درجة معقولة من التكيف الاجتماعى والوظيفى . ويكون العلاج كيميائيًا باستخدام مضادات الاكتئاب التى تعمل على السيروتين ، حيث يبدأ المريض فى تحسن بعد فترة قد تصل إلى شهرين، ولابد من أن يستمر العلاج لمدة من ستة أشهر إلى عام .. وقد يلاحظ حدوث نسبة كبيرة من انتكاس المرضى بعد توقف العلاج . ويساهم العلاج النفسى التدعيمى فى تحسن الحالة، وذلك بتخفيف الضغوط الأسرية على المريض .. وقد يدخل العلاج السلوكى بهدف تحسين حالة المريض .