المنصورة المدينة الثائرة فى وجه حكم الرئيس محمد مرسى وجماعته، التى تعرض ثوارها لتفيق القضايا لهم من قبل النظام الحاكم، وتصدت لهم الشرطة بكل عنف.. وسط هذه التطورات التقت "فيتو" هشام لطفى القيادى بالحزب العربى الناصرى، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى بالدقهلية؛ لتفتح معه هذا الملف الشائك.. فإلى نص الحوار: - بداية؛ لماذا كل هذا العنف داخل المنصورة؟ * المنصورة واحدة من أهم محافظات مصر، تجمع تيارات إسلامية ومدنية ويسارية ووسطية، وهى أهم محافظات مصر فى الحركة الوطنية، وكان لها دور كبير عام 1968 فى مظاهرات الطلبة، للإسراع فى الحرب ضد الكيان الصهيونى، وكانت الحركة الوطنية بها قوية فى مظاهرات 1977، وقادت انتفاضة ضد السادات، وهى انتفاضة الخبز، وظلت تناضل بجميع الأشكال لإسقاط مبارك، ودفعت كثيرا فى تاريخ نضالها، لكن بعد 25 يناير فقدت الثقة فى التيار الإسلامى أو المتأسلم، وهو ما تسبب فى خروج نسبة تصويت كبيرة للفريق أحمد شفيق فى الانتخابات، ولولا تزوير استفتاء الدستور لكانت النسبة الأكبر ستخرج ب "لا"، وكل ذلك أشعر القائمين على الحكم بأن المنصورة شوكة فى ظهرهم، فاعتدوا على الثوار كما شاهد الجميع، لكن الشباب أعطوهم درسا لن ينسوه طوال تاريخهم. - وما حقيقة حملة الاعتقالات التى كانت بالجملة فى المنصورة؟ * نعم.. كانت هناك حملة اعتقالات كبيرة، بل إن أكثر من 300 من شباب وقيادى الثورة بالمنصورة تم اعتقالهم، وهناك تلفيق قضايا لزعماء ميدان الشهداء، ومنها تلفيق قضية سلاح لأحد قيادات الميدان، وهو وسام الشحات، وتلفيق قضايا "سلاح أبيض وخرطوش وجنزير"، وكلها تهم تقليدية، يتم اتهام الثوار فيها بكل محافظات مصر. - هل هناك كشوف اغتيالات لسياسيين بالمنصورة على قوائم الإخوان؟ * أعلمهم جميعا جيدا، وأعلم كل شخص موضوع على قوائم الإخوان من تصفيات أو اعتقالات، لكننى أرفض الإفصاح عن أسمائهم الآن. - وماذا عن تلك القوائم على مستوى الدقهلية؟ * أرفض ذكرها لأسباب تخص تلك الشخصيات، والميدان يعرفها. - ما تقييمك للقوى السياسية فى المحافظة؟ * أرى أن الشارع السياسى فى الدقهلية سبق التنظيمات الحزبية المنظمة، وأصبحت القوى السياسية الحزبية هى التى تسير خلف الجماهير فى كل التظاهرات، التى تحدث منذ ما يزيد عن الشهر. - مصر إلى أين؟ * مصر الآن تعود إلى الوراء، إلى ما قبل عام 1952، فنحن نعيش فى فقر وجهل وتخلف, نعيش مرحلة تيار التخلف، على عكس ما كنا نتوقع منه, فكنا نعتقد أنه تيار النهضة، كما أطلقوا على أنفسهم, لكن هذه جماعة استطاعت أن تسرق ثورة مصر وشبابها، من أجل تنظيم دولى ينتشر كالسرطان والطاعون، ليس فى جسد مصر، بل فى جسد العالم العربى من ليبيا، مرورا بسوريا، حتى مصر الآن. - وهل مصر على مشارف حرب أهلية؟ * نعم.. فحجم الأسلحة التى يتم تهريبها من ليبيا إلى سيناء يؤكد أن مصر مقبلة على صراع مسلح بين التيارات الإسلامية والمدنية، وعلينا أن نسأل أنفسنا.. أين تذهب هذه الأسلحة.. وإلى أى جهة، خاصة أن هناك حديثا دار بينى وبين أحد قيادات الجماعة الإسلامية عما يحدث فى مصر، فقال لى "ما يحدث داخل مصر لا نعطيه اهتماما كبيرا، فالثورة ليست هدفا لنا، نحن نريد إقامة دولة إسلامية، ولدينا جيش من السلاح ونختبئ داخل مكان فى سيناء، حتى يحين الوقت المناسب الذى نظهر فيه بقوتنا، لتعود فيه مصر دولة إسلامية"، وبعد استماعى لحديثه أدركت الخطر الذى تمر به مصر، خاصة أنه أكد أن لديهم كل أنواع الأسلحة ومضادات للدبابات والطائرات. - ما رأيك فى الدعوات بنزول الجيش لإدارة البلاد؟ * أنا كنت من أشد المعارضين لشعار "يسقط حكم العسكر"، لأننى أثق فى الجيش، الذى كان عبد الناصر واحدا منه، وقاد الدولة فى زمن كانت مصر فيه تعانى من التخلف، وشعار "يسقط حكم العسكر" زج الإخوان به فى الميادين، فى الوقت الذى كانوا يقومون فيه بإبرام صفقات مع المجلس العسكرى السابق. - هل سيسقط مرسى؟ * نعم.. وبالتأكيد سيأتى اليوم القريب لإسقاط مرسى ونظامه. - أخيرا؛ ما رسالتك للرئيس مرسى؟ * أقول لمرسى ارحل، وإلا سنقوم بترحيلك لسجن طرة بجوار مبارك، وهذا الأمر سيكون فى القريب العاجل، لأنك ستسقط أنت وجماعتك وأنفارك.