استمعت محكمة الجنايات برئاسة المستشار "محمد ناجي شحاتة"، لمرافعة النيابة العامة في القضية المعروفة إعلاميًا ب"أحداث السفارة الأمريكية الثانية"، التي أكد فيها ممثلها أن أحداث الواقعة لم تبدأ من ميدان التحرير أو دار القضاء، ولكن بدأت من ميدان رابعة العدوية، التي ضمت بين أركانها معتادي الإجرام، متسلحين بسهام الغدر وزادهم الخيانة - وفق تعبير المرافعة - مطالبة في ختامها بإعدام المتهمين. واتهمت المرافعة المتهم الأول "عبد السلام شعيب" بأنه أمد المتهمين وآخرين بالطعام وأقام بالميدان، فضلًا عن إمدادهم بأدوات الحرب التي أعدها، لتضيف أن "أعوان الشيطان" خرجوا صوب ميدان التحرير، تلك القطعة المباركة التي أشرقت فيها شمس الأمل في 30 يونيو، لتواصل النيابة في مرافعتها مؤكدة أن هدف المتهمين هو الاعتداء على معتصمي التحرير؛ للانتقام منهم لسلبهم السلطة والجاه، فأطلقوا عيارًا ناريًا استقر في جسد المجني عليه. وانتقلت المرافعة لمشهد يظهر فيه المتهم الثاتي "محمد عبد الحكم" أثناء حمله السلاح وتصويبه على معتصمي التحرير، مشيرةً إلى أنه أقر في التحقيقات بأنه بطل المشهد، وهو ما عززه تقرير مصلحة الأدلة الجنائية، لتضيف إلى إقراراته بأنه أقر بتواجده في ميدان رابعة العدوية بناء على تحريض المتهم الأول، وأنه كان مسئولًا عنه وعن المتواجدين في الاعتصام من محافظة الفيوم، ليضيف أن المتهم الأول أمده بالسلاح والذخيرة وانضم لمسيرة المعتدين. وأشارت النيابة، إلى أن الأدلة جاءت متساندة مع شهادة الشهود، مؤكدة قيام المتهمين بفعل إجرامي تمثل في القتل والاعتداء وإحداث الإصابات، لتلفت المرافعة إلى شهادتي "ناصر عبده" و"محمد ناجي"، في التحقيقات وأمام المحكمة، التي أكدا فيها قيام أفراد من جماعة الإخوان المسلمين بالاعتداء عليهما بالسلاح، ليؤكدا أنهما كانا برفقة المجني عليه "عمرو عيد". وأكدت مرافعة النيابة قيام المتهمين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إحداث الفوضى داخل البلاد عقب ثورة 30 يونيو، عقب عزل الرئيس السابق؛ لمحاولة تصوير فشل الدولة أمام الرأي العام في إدارة البلاد. وطلبت المرافعة من المحكمة، استئصال الخلايا السرطانية ورؤس الفتنة وإنهاء المسلسل الشيطاني الذي أتقن المتهمون فيه أدوار الشر، وأنهم لم يتركوا في أنفسهم حيزًا لنفاذ سهام خير ينير قلوبهم المظلمة، لتضيف أنهم ظنوا أن راياتهم عالية وراية الوطن أعلى، وحسبوا مصالحهم غالية وتراب الوطن أغلى، وأنهم أرادوا استعادة الكأس كاملًا ولو بالدم. لتواصل النيابة مؤكدة على بقاء ميدان التحرير ميدانًا عزيزًا نبراسًا لكل من ثار على فساد وعلى ظلم رغم أنف الحقودين، لتُطالب المرافعة في ختامها بإعدام المتهمين حتى يكونوا عبرة. وأسندت النيابة إلى المتهمين وعددهم 23 متهمًا، عددًا من الاتهامات من بينها: التجمهر وتعريض السلم العام للخطر وارتكاب جرائم القتل العمد للمجنى عليه عمرو عيد عبد النبي، وإصابة الكثيرين والإتلاف العمدي وتخريب مبان مخصصة للنفع العام، وتعطيل القوانين، علاوة على حيازتهم الأسلحة واستعراض القوة وإرهاب المواطنين.