أدوات في وقت من الأوقات لم تكن متاحة للجميع.. خدمات كان من يملك ثمنها فقط، يستحق أن يستفيد من مميزاتها، ويتعرف على سلبياتها أيضًا، لكن قاطرة التطور التي انطلقت بسرعة هائلة خلال السنوات القليلة الماضية جعلت "الخدمة متاحة للجميع"، وإن اختلفت درجة الجودة. الإنترنت واحد من الخدمات التي أصبحت في متناول الجميع، وهو ما ترتب عليه تزايد رهيب في أعداد مستخدمى ما تعرضه "الشبكة العنكبوتية" والتي يأتى في مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعرف بكونها مجموعة من المواقع على شبكة الإنترنت العالمية (World Wide Web)، تتيح التواصل بين الأفراد في بيئة مجتمع افتراضي، يجمعهم الاهتمام أو الانتماء لبلد أو مدرسة أو فئة معينة، في نظام عالمى لنقل المعلومات. السلبيات الناتجة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى كانت حاضرة وبقوة، وهو ما تم رصده في عدة نقاط كالتالى: بث الأفكار الهدامة والدعوات المنحرفة هذا البث غالبا ما يحدث خللًا أمنيًا وفكريًا، وخاصة أن أكثر رواد الشبكات الاجتماعية من الشباب مما يسهل إغراءهم وإغواءهم بدعوات لا تحمل من الإصلاح شيئًا بل هي للهدم والتدمير، وقد يكون وراء ذلك منظمات وتجمعات، بل دول لها أهداف تخريبية. عرض المواد الإباحية إن مسألة الإباحية الخلقية والدعارة من المخاطر العظيمة على المجتمعات القديمة، وللأسف وفرت مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من مواقع الإنترنت بيئة مناسبة للتنفيس عن تلك الأفكار المنحرفة، فنجد صفحات ومجموعات للمثليين أو المثليات، وأخرى لنشر فكرة سهولة زنى المحارم، ونجد عددًا من الشباب المختل يعبرون من خلالها عن رغبتهم في ممارسة الجنس مع المحارم. التشهير والفضيحة والابتزاز والتزوير الابتزاز قد يكون بصور أو مقاطع فيديو خاصة لو أخذت كرهًا وغصبًا وهى من أكثر صور الابتزاز على الشبكات الاجتماعية، وقد يكون ماليًا من قبل أشخاص أو من قبل عاملين في مؤسسة أو شركة خاصة عند ترك العمل أو الفصل، فقد تكون بحوزته معلومات فيساوم صاحب المؤسسة أو الشركة على تلك المعلومات. والتزوير من أكثر جرائم نظم المعلومات انتشارًا على الإطلاق، ويتم التزوير في صور شتى منها على سبيل المثال: إدخال بيانات خاطئة أو تعديل البيانات الموجودة، ومن صورها على الشبكات الاجتماعية تزوير البيانات الخاصة للشخص مثل الجنس أو العمر أو وضع صورة مخالفة للواقع. نشر الإلحاد تعد ظاهرة "الإلحاد" عبر شبكة الإنترنت من أخطر الظواهر السلبية، التي تدق ناقوس الخطر سواء داخل المجتمع المصرى أو العربي، خاصة مع اعتمادها في الأساس على استخدام منصات الإعلام الاجتماعية المختلفة، وتكمن الخطورة في التزايد الملحوظ والمستمر في أعداد الملحدين في كل من (مصر، ليبيا، السعودية، السودان، اليمن، تونس، سوريا، العراق، الأردن، المغرب)، فمما لا شك فيه أن شبكة الإنترنت لعبت دورًا محوريًا في انتشار ظاهرة الإلحاد بين الشباب العربى، ولكن من جانب آخر أسهمت شبكة الإنترنت أيضًا في تزايد الدعاوى القضائية والعقوبات الجنائية، بتهمة ازدراء الأديان لما يتم نشره في هذا السياق عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وخلال السنوات الأخيرة، ظهرت العشرات من المواقع الإلكترونية وجروبات فيس بوك (بعضها بشكل علنى والبعض الأخر مستتر)، يرتكز دورها في الدعوة إلى "الإلحاد" مثل "الملحدين المصريين"، "ملحدون بلا حدود"، "جماعة الإخوان الملحدون"، "مجموعة اللادينيين"، "ملحدون ضد الأديان"، "ملحد وأفتخر"، "ملحد مصري"، وغيرها. بالإضافة إلى تدشين قنوات على موقع يوتيوب مثل "قناة الملحدين بالعربى. انتهاك الحقوق الخاصة والعامة الخصوصية الشخصية الخاصة أو الخصوصية الاعتبارية للمواقع من الحقوق المحفوظة والتي يعتبر الاعتداء عليها جرمًا يستحق صاحبها العقاب والتجريم، وقد أدى انتشار الشبكة وخاصة الاجتماعية إلى سهولة هتك ستار الحقوق والتلاعب بها.