ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن الطبيعة الطائفية للنزاع السورى تجر لبنان رغما عن حكومته التى اختارت النأى بنفسها إلى هذا النزاع. وأوضحت الصحيفة فى تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الإثنين، أن الحكومة اللبنانية، بسياستها المحايدة تجاه الحرب فى سوريا، وجدت نفسها عاجزة عن الحيلولة دون أن تصبح جيوبها الشمالية بمثابة حصون لدعم النظام السورى، أو ملاذا آمنا بحكم الأمر الواقع للمعارضة السورية المسلحة. وأشارت إلى تفجر حالة التوتر المتزايد بين الشيعة والسنة فى لبنان بسبب طبيعة النزاع الطائفى المتزايد بسوريا والذى وضع الأغلبية السنية المعارضة فى خندق واحد ضد الأقلية العلوية الشيعية فى خندق مواجه. وأضافت الصحيفة أن بزوغ نجم الجماعات الإسلامية الأصولية فى سوريا، على غرار "جبهة النصرة" التى صنفتها الولاياتالمتحدة مؤخرا ضمن المنظمات الإرهابية، إلى جانب بوادر بزوغ مماثل لجماعات سنية أصولية فى لبنان، هذا وذاك عملا على تخوف الشيعة اللبنانيين من أن يصبحوا الهدف التالى للسنة المنتصرين حال تمكنهم من إسقاط نظام الأسد. وأوضحت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن القرى الواقعة شمال لبنان ذات الأغلبية السنية والمتاخمة للحدود السورية تدعم بطبيعة الحال الثورة السورية والجيش السورى الحر، مشيرة إلى ما تعرضت له تلك القرى من قصف المدفعية السورية منذ شهر مايو الماضى بهدف ضرب مقاتلى الجيش السورى الحر الذين يتسللون ليلا عبر الحدود، بالإضافة إلى معاقبة اللبنانيين ممن يوفرون المساعدة والملاذ الآمن لأولئك المسلحين. ورجحت الصحيفة أن تشهد الأيام المقبلة تزايدا فى حدة التوتر على الحدود بعد إعادة نشر لواء "الفاروق عمر"، أحد ألوية الجيش السورى الحر لمعظم عناصره من المنطقة الحدودية شمال لبنان صوب دمشق دعما لصفوف الثوار، بحسب مصادر بالمعارضة السورية.