«المؤتمر» يموت ببطء.. و«شفيق» يقفز من سفينة الحزب وجلسات تكشف نوايا البدوى وقورة بمعادلة حسابية بسيطة، بات من المؤكد أن طبول «الاندماج والتفكك» تقرع عددًا ليس بقليل من الأحزاب السياسية في مصر، ففى الوقت الذي تستبشر فيه أحزاب بنسب مميزة من المقاعد بمجلس النواب المقبل، تقترب أخرى من الانهيار أو ربما اللهث وراء الاندماج أملا في البقاء على قيد الحياة السياسية. حزب المستقبل الذي أسسه المهندس ياسر قورة، عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية المصرية وأمين الحزب بالقاهرة السابق، أصبح من المؤكد أنه أول الأحزاب التي ستندمج مع حزب الوفد بمجرد انتهاء انتخابات مجلس النواب. مصادر داخل حزب المستقبل قالت إن المهندس ياسر قورة قريب من تولى منصب مساعد رئيس حزب الوفد لشئون التنظيم بجانب تسكين كل قيادات حزب المستقبل بمناصب قيادية داخل «الوفد»، مرجعة الاندماج إلى عدم نجاح المهندس ياسر قورة على موافقة لجنة شئون الأحزاب على تدشين الحزب، ومن ثم ترشح مرشحين باسم الحزب خلال الانتخابات البرلمانية مستقبلا. يد الاندماج تطول أيضًا حزب الجيل برئاسة ناجى الشهابى وحزب مصر بلدى برئاسة قدرى أبو حسين، ووفقًا للاتفاق غير المعلن بين الحزبين، يتم تشكيل مجلس رئاسى لقيادة الحزب الموحد يتكون من «الشهابى وأبو حسين». بدورها، أكدت مصادر من داخل حزب مصر بلدى أن الحزبين متفقان بشكل كبير في الرؤى والأهداف، ما يجعل أمر الاندماج بينهما مسألة وقت ليس إلا، موضحة أن وجود الحزبين داخل تحالف الجبهة المصرية الانتخابى لأكثر من عام ونصف العام سهل من أمر الاندماج وجعل قيادات الحزبين متوافقين بشكل كبير. دائرة الاندماج، تشمل كذلك حزب النصر الديمقراطى برئاسة قدرى الشاذلى والذي يتجه بقوة للاندماج داخل تيار الاستقلال برئاسة المستشار أحمد الفضالى بعد فشل الحزب في توفير مرشحين له بانتخابات مجلس النواب الحالية. أما حزب الحركة الوطنية المصرية برئاسة الفريق أحمد شفيق، فالمشاكل الداخلية للحزب دفعت عددًا كبيرًا من قياداته إلى تقديم استقالتهم من الحزب لرفضهم طريقة إدارة الحزب من قبل المرشح الرئاسى الأسبق بجانب وجود بعض المخالفات التي لا تسمح لهم بالعمل في مناخ جيد. وعلى رأس الشخصيات التي قدمت استقالتها من الحزب كل من المستشار يحيى قدري، النائب الأول لرئيس الحزب والدكتور صفوت النحاس الأمين العام، والدكتور على مصيلحي، نائب رئيس الحزب ومروان يونس عضو الهيئة العليا للحزب. سلسلة الاستقالات السابقة أحدثت هزة كبيرة داخل حزب شفيق، كما يطلق عليه البعض ولم يستطع من تبقى من القيادات في إيجاد مرشحين له بانتخابات مجلس النواب المقبلة، وأجبروا على الدفع بأى أسماء رغم تأكدهم أن تلك الشخصيات لن تسطيع الفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة ليس إلا لإظهار أن الحزب له مرشحين بالانتخابات المقبلة. وأمام ذلك، خرج أعضاء «المؤتمر» عن صمتهم معلنين إمهال القيادات المتبقية بالحزب إلى ما بعد مرحلة الانتخابات البرلمانية لتحديد مصيرهم بالحزب، سواء بالاستمرار أو الاستقالة، مؤكدين أن نسبة الحزب بالبرلمان المقبل سيكون معيار استمرارهم بالحزب من عدمه. وقالت مصادر داخل حزب المؤتمر إنهم لن يقبلوا الاستمرار داخل أحزب ليس له نواب داخل البرلمان المقبل؛ لأن هذا يعنى عدم وجود الحزب من الأساس، ويرفضون البقاء ضمن خانة «حزب على الورق». فيما أكد قيادى مستقيل «تحتفظ فيتو باسمه» أن الفريق أحمد شفيق يتجه لتجميد الحزب عقب انتخابات مجلس النواب المقبلة في حال عدم حصول الحزب على أي مقاعد داخل البرلمان المقبل؛ لأنه في حال حدوث ذلك تصبح «فضيحة» للمرشح الرئاسى الأسبق، وهو ما يرفضه شفيق شكلًا وموضوعًا.