سيطرت حركة طالبان على "نصف" مدينة قندوز الإستراتيجية شمال شرق أفغانستان، للمرة الأولى منذ سقوط نظامها في 2001. وقال شهود إن الحركة رفعت علمها في الساحة الرئيسية للمدينة. وتقع قندوز، التي يقطنها نحو 300 ألف نسمة، على طريق يربط كابول بطاجيكستان. وقال المتحدث باسم الشرطة الافغانية، سيد سروار حسيني، في مقابلة مع التليفزيون الأفغاني، إن "التعزيزات لم تصل بعد إلى قواتنا. المعارك مستمرة. حركة طالبان تسيطر على نصف المدينة، والنصف الآخر تحت سيطرتنا". وأضاف مسئول طلب عدم كشف هويته إنه "قرابة الساعة 3.30 مساء رفع مسلحو طالبان علمهم في الساحة الرئيسية في مدينة قندوز"، موضحا أن المقر المحلي لمديرية الأمن القومي، وهي جهاز الاستخبارات الرئيسي في البلاد، أضرمت فيه النار وتم إطلاق سراح السجناء من سجن المدينة. ومن شأن سقوط قندوز أن يشكل تراجعا خطيرا للرئيس أشرف غني الذي وعد لدى انتخابه في 2014 بإحلال السلام في بلاده التي مزقتها نزاعات استمرت أكثر من 30 عاما، منها 14 مع حركة طالبان التي أطاح تحالف غربي بحكمها أواخر 2001. وكانت السلطات الأفغانية أكدت في بادىء الأمر صد الهجوم، مشيرة إلى أن المعارك تجري على مشارف المدينة. وهذه المحاولة الثالثة التي يقوم بها متمردو طالبان للسيطرة على المدينة بعد محاولتين في أبريل ويونيو صدتهما قوات الشرطة والجيش. والجيش الأفغاني المنهك، بات لا يستطيع الاعتماد على دعم القوات الأجنبية للحلف الأطلسي، الذي سحب قواته من البلاد في ديسمبر الماضي.