أكّدت مصادر عراقية فشل وساطة قادها زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بين الحكومة العراقية وميليشيا "حزب الله- العراق" لتحرير العمال الأتراك الذين اختطفتهم الميليشيا الأسبوع الماضي، من ورشة لإقامة ملعب رياضي بمدينة الصدر. وجاءت الوساطة بعد أن فشلت قوة أمنية الخميس الماضي، في تخليص هؤلاء العمّال من يد خاطفيهم بعد مداهمتها مقرا لكتائب حزب الله في شارع فلسطينببغداد والاشتباك مع حرّاسه، ما أسفر عن مقتل عنصر من القوات الأمنية وجرح آخر. وعلى الفور، تفجّرت حملة شعواء في وجه حكومة حيدر العبادي والقيادة الأمنية ببغداد شارك فيها كبار قادة الحشد الشعبي، وقامت على اتهامات بالتعرّض لفصيل "مجاهد ضمن الحشد المقدّس"، بحسب ما ورد في تقرير إخباري بثته قناة تابعة للميليشيا ذاتها. وقالت مصادر عراقية لصحيفة العرب اللندنية، إنّ فشل الخزعلي في وساطته جاء بسبب إصرار قيادة ميليشيا حزب الله على فدية قيمتها 20 مليون دولار مقابل إطلاق سراح المعتقلين. كما أشارت ذات المصادر إلى أنّ الهدف الأبعد لعملية الاختطاف هو التشويش على حملة الإصلاح الذي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي ومنع توسّعها لتشمل شخصيات شيعية ذات نفوذ سياسي وأيضا عسكري. وبحسب هؤلاء، فإن هذه الخلفيات تفسّر عجز حكومة حيدر العبادي على حسم ملف العمال المخطوفين رغم تأكدها يقينا من هوية الجهة الخاطفة. وكان مسلحون مجهولون يرتدون زيا عسكريا ويركبون سيارات دفع رباعي قد اقتحموا، فجر الأربعاء الماضي، ملعبا لكرة القدم قيد الإنشاء، في منطقة الحبيبية، شرقي العاصمة بغداد تنفذه شركة تركية، واختطفوا 18 عاملا يحملون الجنسية التركية، فيما قالت شركة نورول التركية القابضة، في بيان لها، إن الأشخاص المداهمين كسروا أبواب الغرف والمكاتب، وأجروا تفتيشا في المكان.