منذ بداية مهمته، كمندوب مشترك للجامعة العربية والأممالمتحدة، والأخضر الإبراهيمي يعرف أن مهمته مستحيلة، أو شبه مستحيلة، كما صرح في بداية مهمته في أغسطس الماضي، بعد استقالة "كوفي أنان". ويبدو أن الإبراهيمي اليوم، يقوم بخطوة قد تكون الأخيرة على مسار عمله كمبعوث أممي- عربي إلى سوريا، فالإبراهيمي الذي ذهب اليوم إلى سوريا للقاء الأسد يقف أمام منعطف حرج، فإما أن يصل إلى حل مع الأسد، وهذا مستبعد، وإما يظل الوضع على ما هو عليه. حول هذه المهمة ومدى نجاح الإبراهيمي فيها، يرى السفير "فتحي الشاذلي" مساعد وزير الخارجية الأسبق، والمتخصص في الشأن السوري أنه لم يعد هناك حل ممكن في سوريا إلا بخروج الأسد. ويضيف الشاذلي: "لو أن الإبراهيمي، الذي سبق أن قال في بداية مهمته بأنها مستحيلة، أقنع الأسد، فإن ذلك قد يكون الحل" لكنه أيضا يستبعد قبول الأسد لذلك، فهو لا يريد أن يخرج من تلقاء نفسه. ويؤكد الشاذلي أن الإبراهيمي في تقديره سيلحق بسابقه "كوفي عنان"، فمهمته إن كان رآها في السابق شبه مستحيلة، فقد أضحت الآن ضربا من الخيال. أما تيسير النجار، عضو الائتلاف الوطني السوري، فيقول:" اليوم لن ينجح الإبراهيمي بشيء، لأن الشعب السوري رافض فى لأساس أي تعاون مع الأمم التحدة وجامعة الدول العربية، لأن القرارات السابقة كانت بوقا للنظام للقتل بشكل منهجى، في ظل صمت العالم بأسره". ويشير إلى أن الابراهيمي ليس لديه فى الأساس خطة تنهي الأزمة، مؤكدا أنها فى الأساس ليست أزمة لكنها ثورة ضد نظام يقتل شعبه، مؤكدا أن استقالة الإبراهيمي أو غيرها لن تؤثر، فهم اليوم يلجأون للحل السياسي لحماية القتلة فىى المقام الأول.