قضت اليوم الإثنين، محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، بإحالة 10 متهمين إلى فضيلة المفتي، ليس من بينهم محمد ربيع الظواهري شقيق أيمن الظواهري، زعيم تنظيم «القاعدة»؛ لاتهامهم بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يرتبط بتنظيم القاعدة، وتحديد جلسة 27 سبتمبر المقبل للنطق بالحكم. والمتهمين المحالة أوراقهم للمفتي هم: فوزي محمد وعمر محمد ومحمد فتحي وعزيز عزت والسيد الحريري وناصر عبد الفتاح وأحمد فرغل وأحمد محمد وعمار ممدوح وبلال إبراهيم. وكشفت تحقيقات النيابة العامة، عن أن المتهمين من «العناصر الإرهابية» شديدة الخطورة، وقاموا بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يهدف إلى تكفير سلطات الدولة ومواجهتها باستخدام السلاح؛ لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على ضباط وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستهداف الأقباط ودور عبادتهم واستحلال أموالهم، وارتكاب أعمال إرهابية؛ بهدف نشر الفوضى في البلاد وتعريض أمن المجتمع للخطر. وترجع بداية القضية إلى أبريل 2014، حينما سلمت النيابة العامة ملف قضية التنظيم الإرهابي المرتبط بتنظيم "القاعدة"، إلى محكمة استئناف القاهرة، إيذانًا بتحديد إحدى دوائر محكمة الجنايات، وتوقيت بدء جلسات محاكمة المتهمين في القضية. البعد عن أفكار القاعدة وخلال نظر القضية المعروفة إعلاميا ب«خلية الظواهري»، طالبت النيابة بالقصاص من المتهمين للدين والوطن، فيما أكد المحامي كامل مندور في بداية مرافعاته، أن موكله الشقيق الأصغر للدكتور أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الذي ذاع صيته وملأ السمع، مشيرا إلى أنه عندما يذكر اسم الظواهري يتم استدعاء صورة من يحارب دولة عظمى مثل أمريكا، موضحا أن موكله وأشقاءه هم أبعد ما يكونوا عن فكر أيمن الظواهري. مرسي الطاغوت كما شكك دفاع المتهمين في القضية في منطقية ما جاء في محضر التحريات، بأن التنظيم محل القضية تم إنشاؤه للدفاع عن مصالح جماعة الإخوان والرئيس المعزول "محمد مرسي". وأوضح عضو الدفاع، أن التنظيمات الجهادية المتصلة ب"تنظيم القاعدة" و"داعش" تُكفر "مرسي" وجماعته وتصفه ب"الطاغوت"، مقدمًا للمحكمة في هذا الصدد حافظة مستندات حوت مقاطع من مواقع إخبارية تابعة لتلك التنظيمات، توضح مقصده وتبرهن صحة ما تقدم به، مشيرًا لحادثة "مذبحة رفح الأولى" التي وقعت خلال شهر رمضان عام 2012، معلقًا أن جماعات الفكر المتطرف ارتكبت تلك الجريمة على الرغم من أن "مرسي" كان على رأس القيادة السياسية حينها. أحراز القضية وخلال فض أحراز القضية، تبين للمحكمة أن الحرز الخاص بالمتهم أحمد ماهر أحمد إسماعيل، احتوى على بندقية آلية ملفوفة بالبلاستيك، ومُدون وفقًا لبيانات الحرز، أنه عبارة عن بندقية آلية عيار "7،62x 39"، ودون خزينة أو أرقام تخص ذلك السلاح. فيما تبين أن الحرز ذاته يحتوي على خزينة مصنوعة من الصاج مما تُستخدم على الأسلحة النارية، بعيار "7،62x 39"، وداخلها أربع طلقات نارية. وصرحت المحكمة لأعضاء فريق الدفاع، بمعاينة الأسلحة المحرزة ومناظرتها؛ للوقوف على ما تلاحظ لديهم بشأن الأحراز، وتقديم تلك الملحوظات عقب الانتهاء من استعراضها. الدفاع عن النفس وخلال القضية ترافع داوود خيرت، أحد المتهمين، أمام المحكمة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، بعد أن سمحت له بالخروج من القفص الزجاجي، بناءً على طلب الدفاع الموكل عن المتهم. وقال "داوود" موجهًا حديثه للمحكمة: "قضيتي قضية دين وليست قضية جنائية، فأنا لم أقتل أو أسرق أو أشارك بالتخطيط أو التدريب كما نسب لي، ولم يسبق لي المشاركة بالمشهد أو الصراع السياسي الدائر في البلاد". ونبه المستشار محمد شيرين فهمي، المتهم بأن يلتزم بالحديث في وقائع الدعوى الماثلة، دون التطرق لأي أمور أخرى لا علاقة لها بالقضية، محذرًا إياه من عدم تكرار الحديث في أمور فرعية، وإلا فستأمر المحكمة بإدخاله مرة أخرى إلى القفص. وبمعاودة المتهم لحديثه، وجه الاتهام إلى مجري الضبط بتعمد إقحامه بالدعوى، دون دليل أو سندٍ واضح، قائلًا: إن تواجده بالقضية جاء ظلمًا وعدوانًا - وفقًا لقوله - ليعقب بعد ذلك دافعًا بعدم دستورية المواد المحال بها للمحاكمة. التدريب في سوريا كما كشفت إحدى جلسات المحاكمة، أن 4 من المتهمين تلقوا تدريبات على تصنيع متفجرات وأسلحة ثقيلة على يد متشددين سوريين؛ حيث أكد أحد ضباط الأمن الوطني أثناء شهادته، أن أربعة عناصر من أعضاء خلية الظواهري "سبق لهم السفر إلى دولة سوريا؛ للمشاركة في حقل الجهاد هناك، بهدف تلقي التدريبات على كيفية استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، إلى جانب تلقينهم أساليب مواجهة قوات الأمن المظلية، وإحداث حروب الشوارع من أجل خلخلة صفوف قوات الأمن أثناء المواجهات المحتدمة مع الأمن". وأضاف الشاهد، أن العناصر الأربعة تلقوا تدريبات إضافية فيما يتعلق بتصنيع المواد المتفجرة؛ لاستخدامها في أعمال معادية لقوات الأمن، وذلك بمعاونة فصائل جهادية يغلب عليها الطابع الجهادي التكفيري بسوريا.