درب الفشارين نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق... فهذه المساحة ممنوعة إلا على أحفاد أبو لمعة الأصلى. يستضيفهم : حسن شاهين شيء ما جعلنى أتوقف بسيارتى أمام المستشفى العسكرى بالمعادى نعم فالرجل يرقد هنا بعد نقله من سجن طرة والمعلومات تؤكد أن صحته ليست عال العال .. قالوا إنه مات إكلينيكيا.. ثم قالوا إنه فاقد للوعي.. ثم تضاربت الأقوال.. تعلمون أننى كنت على علاقة وطيدة بالرجل ونشرت لكم سابقاً سلسلة حوارات معه أثناء وجوده بالمركز الطبى العالمى قبل الحكم عليه بالمؤبد.. تركت سيارتى وأخذتنى قدماى إلى مدخل المستشفى حيث العسكر يحيطون به.. طلبت لقاء مبارك فأجابونى باستحالة اللقاء، تذكرت رقم هاتفه الخاص الذى أعطاه لى يوماً وهو يعاتبنى على عدم الزيارة.. طلبت الرقم فأجابنى صوت نسائى لا يحمل نبرة أم علاء.. قالت لى صاحبة الصوت إنها الممرضة الخاصة بالرئيس وأن اسمى مسجل فى قائمة هاتفه الخاص وأنه سيرسل لى من يدخلنى على الفور.. شاب يافع تقدم نحوى وخلفه اثنان من العسكر ترجلا خلفنا بعد أن رحب بى واصطحبنى لجناح الرئيس وكانت المفاجأة عندما وجدت مبارك جالساً على مقعده المتحرك.. بابتسامته المعهودة قائلاً: «إخص عليكى يا سطوطة».. أهاكذا تهون العشرة عليكى أيتها الفشارة الكبيرة، ألم يأخذك الحنين إلى قراءة كفى وفنجانى أم أن الزمن قد تغير وأصبحتى ضمن من يلقبون أنفسهم بالثوار؟!! قلت: أنا فعلاً من الثوار يا سيد الناس لكن ضد النظام الذى كان يحكمنا وليس ضدك يا أبو علاء فأنت حبيبى كما تعلم.. لكنى أراك بخير تتحدث وتجلس وأمامك عصير البرتقال.. «يعنى الحياة حلوة» أمال إيه حكاية الموت الإكلينيكى ده؟!!! قال: «ما تاخديش فى بالك يا سطوطة».. قلت: عايزة أفهم يا سيد الناس لقد فقدنا الأمل فى عودتك للحياة مرة أخري!!.. قال: كان لازم نعمل كدة علشان أخرج من «طرة» يا سطوطة وكلام فى سرك أنا فعلاً تعبت عندما سمعت خبر فوز «مرسي» بالرئاسة وكدت أموت من القهر لكن عمر الشقى بقى والولاد بتوعنا لعبوها صح وجابونى هنا حتى يخرج علاء وجمال من السجن وساعتها سيكون هناك أمر آخر.. قلت: لكن الرئيس محمد مرسى قد أكد أنه سوف يعيد محاكمتك يا ريسنا!!.. قال: لا تقولى الرئيس هنا يا سطوطة فأنا الرئيس الوحيد فى هذا المكان.. قلت: «معلهش» ياريس لكن هذا هو الواقع مع كامل احترامى لك!!.. قال: يا سطوطة يا حبيبتى أهم حاجة الصلاحيات وليس مقعد الرئاسة فرئيس بدون صلاحيات مثل أكلة بلا سلطات... قلت: مادمت أنت بكل هذه الثقة فلماذا تدعى الموت مرة وفقدان الذاكرة مرة أخرى وتوقف القلب مرة ثالثة عقب كل حدث؟!! قال: «أدينا بنتسلى يا سطوطة.. تعالى اقرأى لى الكف فأنا لا أقوى على شرب القهوة!!.. فأمسكت بكف الرجل ذات الخطوط المتداخلة وكعادتى لم أفهم شيئا فقلت له: أمامك سكة سفر لبلد عربى أنت والأولاد ومعكم أم علاء!!.. قال: وكأنك تعلمين ما سيحدث يا سطوطة!!.. قلت: أنا هتجنن.. فكل الصحف العالمية نشرت خبر اصابتك بالاكتئاب وعدم القدرة على النطق واصابتك بالغيبوبة عقب قيام الرئيس محمد مرسى بحلف اليمين منذ أيام!!!.. قال: كلهم أصدقاؤنا يا سطوطة ولولا أننا نحمل لكى حباً فى القلب لما تحدثنا معك بهذه الصراحة.. لكن لا أريد أن يعلم الشعب أننى قادر على الحركة والكلام يا سطوطة.. وهنا دخل علينا مجموعة من الأطباء وطلبوا من المخلوع بدء إجراء الفحوصات فوجئت به يقف على قدمه ويضع يده فى جيب الترنج ويتمخطر أمامهم تاركاً إياى فى ذهول مما يحدث فقررت أن أنقل لكم هذا الحوار وأجرى على الله!!