درب الفشارين نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق... فهذه المساحة ممنوعة إلا على أحفاد أبو لمعة الأصلى. رأيتها أمام إحدى لجان الانتخابات تقف بسيارتها وترمق المارة وتشاهد طوابيرالناخبين من خلف نظارتها السوداء .. حاولت التأكد أنها هى فترجلت ناحيتها... عندما لاحظت أنها تتخفى بغطاء الرأسى المسدل على جبينها .. قلت فى صوت مفاجئ: أهلاً يا أم علاء.. فنظرت لى فى ارتباك ثم عادت «لتشغل» موتور سيارتها استعداداً للذهاب بعيدا عنى .. قلت: أنا سطوطة يا سوزان هانم.. أنا سطوطة الفنجرى!! .. أوقفت محرك السيارة وقالت: أهلاً سطوطة ماذا تفعلين هنا؟!!.. قلت: كنت أدلى بصوتى فى الانتخابات يا هانم!!.. قالت هل تتذكرين هذه اللجنة ياسطوطة؟!! كانت مخصصة لى ولأبو علاء والأولاد.. ما كان أحد يجرؤ على الإقتراب منها!!.. فقلت لها: سبحان مغير الأحوال يا هانم.. هل ستدلين بصوتك هنا؟!! قالت وهى ترفع أحد حاجبيها: ومن ذلك الذى أعطيه صوتى ليخلف مبارك أيتها الغبية.. نحن نصنع رئيسا يصوت له الشعب لكن لا نصوت له فالقطة لم تأكل عيالها بعد ياسطوطة ثم نظرت جانباً وقالت : ولا يوم من أيامك يا أبوعيلاء .. ربنا يفك سجنك!! قلت: معلش يا أم علاء.. العتب على الفهم.. لكن ألا ترين أن مصر اليوم فى عيد؟!! .. قالت: هذه أغنية كانت تغنيها شادية ، ثم غنتها صفاء أبو السعود فى عيد ميلاد زوجى!!.. قلت لها: لكن بالفعل سوف يأتى المرشح الذى نقول له «اخترناك» بأنفسنا .. قالت وهذه أيضاً كان يغنيها الشعب لمبارك!!.. قلت: هذه هى الضربة الأولى فى تاريخ الانتخابات المصرية يا سوزان هانم!!.. قالت: صاحب الضربة الأولى هو زوجى ياسطوطة أليس كذلك؟!!.. قلت: إيه يا ولية إنتى «هتعمليلى» فيها أميرة ولا إيه؟!!.. قالت: أنا ما زلت سيدة مصر الأولى يا غبية !! قلت لها: كلها بكره وبس وبعده وهتكون هناك سيد أولى أخرى ياروحى ولا هتقوليلى دى كمان أغنية غناها عبد الحليم للمخلوع!!.. قالت: ستندمين على هذا الكلام ياسطوطة!!.. قلت لها: وإيش ياخد الريح من البلاط؟!!.. قالت: انتظرى المفاجآت أنتى وكل أمثالك. من هذا الشعب الذى لا يعرف مصلحته.. سنفعل بكم ما نريد فنحن ما زلنا أسياد البلد. .. قلت: وحياة قلبى وأفراحه أنتى كدابة يا هانم!! قالت: انظرى إلى الرئيس الذى انتخبتموه وستعرفين من نحن.. انظرى إلى الإعادة فى الانتخابات وسترين من نحن.. وانظرى للأحداث التى ستأتى فى الأيام القادمة وستعرفين من نحن، ثم بصقت على الأرض وأدارت محرك سيارتها ورحلت لتتركنى أضرب كفاً بكف لا أعرف ماذا تنوى أم علاء فعله هى وأعوانها!!