زجاجة المياه بعد شهر من حكم الدكتور محمد مرسى أصبحت حلم كل مواطن فى مصر وبخاصة فى الصعيد ففى مركز أبو تشت بمحافظة قنا أصبح كوب المياه على الإفطار سببا فى الهلاك والأمراض، علاوة على رائحته الكريهة التى تجعل أبناء أبو تشت وخاصة الفقراء منهم يقتربون منه بتردد وحذر وقرف. «نحن نعيش على مياه الصرف نشرب منها وبها نطهو الطعام وعليها ترعرع أطفالنا .. ذاب الكبد وامتلكنا وحدنا حصوات الكلى والسرطانات».. بهذه الكلمات عبر فقراء مركز أبو تشت بمحافظة قنا ل« ڤيتو» عن حالهم مع مياه الشرب. قرابة 051 ألف نسمة بمركز أبو تشت يعانون من المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب ويؤكد الأهالى أن مياه الآبار الإرتوازية التى يعتمدون عليها فى الشرب مختلطة بمياه الصرف الصحى علاوة على ارتفاع نسبة المنجنيز والأملاح بها وهو ما أصاب العديد من الأهالى بكثير من الأمراض على رأسها الفشل الكلوى، وأمام ذلك يضطر الأهالى لشراء مياه الشرب من «السوق السوداء» والتى وصل ثمن الجركن بها إلى 2 جنيه وهو الأمر الذى يكلف أهالى القرية البسطاء أعباء مالية فوق طاقتهم للحصول على مياه الشرب لذلك فمياه السوق السوداء مقتصرة على الأغنياء فقط! حسين محمد من قرية الكرنك التابعة لمركز أبو تشت عبر عن مأساة الأهالى بقوله: «إننا نشرب مياه الصرف» مؤكدا أن المياه فى القرية غير صالحة للشرب بسبب اختلاط مياه الآبار بمحتويات خزانات الصرف الصحى لعدم وجود مواسير صرف بالقرية وهو ما أصاب الأهالى بالعديد من الأمراض. محمد مهدى «مدرس» من قرية الرفشة التابعة لمركز أبو تشت وقال: إن قرية الرفشة تعانى من هذه المشكلة منذ سنوات حتى أصبح كوب المياه هو حلم أهالى قرية الرفشة مؤكداً أن الأهالى تقدموا بشكاوى وتظلمات عديدة للمطالبة بالحق فى مياه الشرب دون جدوي. مهدى أضاف أن المياه أحيانا تأتى صفراء تماما مثل «عصير المانجو» وأحيانا تأتى متشحة بالسواد تماما علاوة على ملوحتها التى لا تطاق مشيرا إلى أن أحد الأهالى قام بعمل طلمبة للمياه وجعلها صدقة للناس وفرحوا بها ولكن للأسف جاءت المياه شديدة الملوحة وغريبة الطعم فقام أحد الأهالى بأخذ عينة من المياه لأحد معامل التحاليل فأكدت أنها تحتوى على نوع معين من البكتيريا لا يتواجد إلا فى فضلات الجسم البشرى «البراز» وهو ما يدل على اختلاط المياه بالصرف.. الأهالى الآن يعتمدون على شراء المياه فى طوابير تشبه طوابير البنزين والعيش وهو ما يزيد الأعباء المالية على أهالى القرية البسطاء والذين يضطر فقرائهم للشرب من المياه الملوثة لتفتك بهم الأمراض إلى هنا انتهى كلام مهدي. الأمر لا يختلف كثيرا فى قرية القارة حيث أكد مجموعة من أهلها أنهم أصبحوا لا يطيقون شراء المياه مرتين.. مرة من الشركة القابضة لمياه الشرب ومرة من أصحاب الخزانات والسوق السوداء، علاوة على الأمراض التى تهددهم وهم يطلبون أبسط حقوقهم وهو الحق فى كوب مياه نظيف. مؤمن عبد العال أحد سكان مركز أبو تشت أكد ل «فيتو» أن رئيس مدينة أبو تشت رفض لقائهم وصدر لهم مجموعة من البلطجية قال إحدهم للمواطنين «مفيش مية ولو ما مشيتوش حتنضربوا»، والآن مركز أبو تشت يحلم بكوب مياه نظيف يشربه على الإفطار. على صعيد متصل أمر اللواء عادل لبيب محافظ قنا بفتح تحقيق فى موضوع المياه وكشف ملابساته مشيراً إلى أنه تم تخصيص 08 مليون جنيه لاستكمال مشروع مرشحى «النجمة والحمران» للمياه لحل هذه الأزمة بالإضافة إلى تخصيص عدد كبير من المعدات لتنظيف مأخذ المياه بمركز أبو تشت.