مثل كل فرح هناك من لا يعجبه العجب، كما نتندر في أمثالنا الشعبية.. وهذا ما نشهده الآن ببجاحة منقطعة النظير، ونحن نحتفل بإتمام وإنجاز مشروع قناة السويس الجديد، في التوقيت الذي قطعناه على أنفسنا. وقد احتشد المصريون وبقوة من أجل إنجاز هذا المشروع؛ لإدراكهم الفطري أهميته الإستراتيجية والسياسية قبل الاقتصادية والمالية، فضلا عن الاجتماعية، وسارعوا في غضون أيام قليلة، بجمع ما نحتاجه وأكثر من أموال للإنفاق على هذا المشروع وما يحتاجه من تمويل.. وانخرط آلاف من شبابنا في العمل بهمة ونشاط وحماس في الحفر والتجهيز والإعداد لهذا المشروع، ولم يتبق سوى أن نفرح بما حققناه من إنجاز ضخم كبير.. ولكن للأسف نفر قليل منا (أكرر منا) عز عليه أن نفرح ونهنأ بهذا الإنجاز الوطني الكبير، فانطلق يبحث - كما يقول شعبنا ندرا وتهكما - على "القطط الفاطسة" في هذا الإنجاز الكبير. مع ترقبنا ليوم الفرح الكبير في 6 أغسطس، خرج علينا هؤلاء ليشككوا في جدوى وأهمية هذا المشروع، وبالتالي في ضخامة هذا الإنجاز.. ووصلت بهم البجاحة إلى حد القول: إنه ليس المشروع الذي كانت له أولوية، بل باختصار إنجازه في سنة بدلا من ثلاث سنوات زاد من تكاليف إنشائه. إن هؤلاء يتجاهلون فرحة أهل مدن القناة بهذا الإنجاز.. ويتغافلون إحساس من شاركوا في هذا الإنجاز بالفخر.. ويخرجون علينا ليمارسوا طنينا في ذروة الفرح بما تحقق. الغريب أن هؤلاء يجدون من بين إعلاميينا ووسائل إعلامنا من ينصت لهم، وينقل نعيقهم على الهواء مباشرة.. ولا ندري لماذا؟.. فإذا كان هؤلاء ينتحبون لأنهم لم ينالوا شيئا مما كانوا يطمعون وينظرون ثمنه لتأييدهم السيسي خلال الانتخابات الرئاسية، فهل هؤلاء الإعلاميون ينتظرون هم أيضًا شيئًا، ويمارسون الابتزاز للحصول عليه؟، لكن الابتزاز الآن للوطن وليس لرئيس الجمهورية.
