من مزايا الانتخابات أنها تظهر بشكل كبير مدي شعبية المرشح وتقبل الناس له. وقبل الانتخابات الرئاسية كان بعض المرشحين يختال زهوا مدعيا انه المفضل وأنه الفائز وأن الناس ستحمله علي الأعناق وستلقي بالآخرين في سلة مهملات التاريخ. وجاءت النتيجة محبطة لبعض من اعتقدوا ان وجودهم في ميدان التحرير كاف لكي يدخلوا قصر الرئاسة من أوسع أبوابه. واعتقد البعض ان شعبيته الإعلامية كافية لكي يصبح رئيسا لدولة مثل مصر تصنع التاريخ ولا يصنعها. من هؤلاء الدكتور سليم العوا وهو شخصية لها تقديرها كرجل قانون ومثل هشام البسطويسي الذي تردد ونوي الترشيح ثم انسحب ثم عاد وكان يجب أن يدرك أن تردده إنما يعبر مسبقا عن النتيجة المحبطة التي حققها في الصندوق. أما المرشح الذي حصل علي عدة آلاف فخرج للتحرير يطالب ببطلان الانتخابات فهو سيدخل التاريخ من بابه الخلفي باب الساقطين الفاشلين المخربين فهو رغم فشله يريد أن يصبح رئيسا للجمهورية!!. لن أقول مثلما قال وحش الشاشة في أحد أفلامه (ياخي..)!! من المؤكد ان العالم يستلقي علي قفاه من الضحك علينا بسبب ما يحدث من مهازل، كما انه من المؤكد ان الدول العربية التي تعتبرنا قدوة، تراجع نفسها وتعيد حساباتها بشأن هذا الشعب وهل يستحق أن يقود الأمة العربية أم يجب أن نعطي القيادة لدولة مثل قطر أو غيرها. فربما هي المرة الأولي التي يريد فيها الفاشلون الساقطون أن يحكموا رغما عن أنف الشعب في الوقت الذي يدعون فيه الديمقراطية والنقاء الثوري والمطالبة بحق الشهداء بينما الشهداء منهم براء. أقول لهؤلاء بالفم المليان: أنتم مخادعون ولا تراعون الله في هذا البلد وفي أهله الذين تعطلت أعمالهم ومصالحهم وأفلسوا بسببكم في التحرير وغير التحرير. أقول ان التاريخ سيحاسبكم علي ما فعلتموه ببلدنا جميعا لأنها ليست بلدكم أيها المدعون. ليست بلد أحد بعينه بل هي بلد كل مصري ومن البجاحة أن يخرج بعضكم في وسائل الإعلام العميلة التي تنافقكم والتي لا تلتزم ببعض المهنية في عملها، يخرج بعضكم ليطالب بكل بجاحة أن يقصي المرشح أحمد شفيق وتشكيل مجلس رئاسي؟!! أهناك أعجب من ذلك؟!! يريدون أن يحكم الساقطون الذين رفضهم الشعب من خلال مجلس رئاسي لقيط، بينما يخرج الحاصل علي أعلي الأصوات مع المرشح د. محمد مرسي؟!! بل طالب البعض من الجهلاء والمغرضين بأن يتنازل د. محمد مرسي لحمدين صباحي لكي يدخل جولة الإعادة بدلا منه. وتطرف البعض وطلب أن يخوض حمدين وأبوالفتوح الإعادة بدلا من المرشحين اللذين حصلا علي أعلي الأصوات، هل هي مسرحية كوميدية المقصود منها الفكاهة أم ان هؤلاء الناس من البجاحة أن يحولوا الأبيض إلي أسود والعكس؟!! لقدظهر فصام الشخصية واضحا علي كل وجوه »المسرح« السياسي فهم لم يتوقعوا فوز شفيق لكنهم بعد فوزه طالبوا بتطبيق العزل السياسي وهم لم يتوقعوا السقوط لكنهم بعد أن »سقطوا« بقوة يطالبون بعدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات. بل زادوا فخرجوا ببعض نفر إلي ميدان التحريرممارسين الابتزاز والارهاب ضد الجميع مطالبين بأي مكاسب والسلام لدرجة انهم طالبوا بتعيين بعض الساقطين في منصب نائب رئيس الجمهورية!!! والله دي لعبة لطيفة الواحد يرشح نفسه ويسقط فيطالب بمثل هذا المنصب الرفيع »نائب رئيس الجمهورية«!!! لقد طمأننا المجلس العسكري بقراره الحاسم الجازم بألا تأجيل لجولة الإعادة واجراء الانتخابات في موعدها. وعليه أن يطمئننا انه بعد الانتخابات سيحمي الشرعية التي انتخبها الشعب. وانه سيضرب بيد من حديد علي المخربين، فلم يعد هناك مناص من استخدام الشدة ولم يعد هناك أي داع للتهاون مع أعداء الوطن. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.