أدرك جيدا أنه خارج الحسابات فأسرع ليحجز له مكانا في المعارضة، لم يصبح من بطانة "الرئيس مرسي" فقال : ومالها المعارضة اللي بشروطي ..من دون أدني شك هذا جزء من الحوار مع النفس الذي أجراه الكاتب والإعلامي أحمد منصور مع نفسه بعد أيام من تأكده أنه خارج نطاق خدمة "مرسي" فالرجل الذي كتب مادحا الرئيس في الأيام الأولى من حكمه سرعان ما قالها للرئيس دون أن يهتز له جفن "القصر الرئاسي مش بيت أبوك". الجملة الأخيرة التي قالها صراحة منصور في المقال الذي نشرته له الزميلة "الوطن" يؤكد – بما لا يدع مجالا للشك – أن " الأسوأ لم يأت بعد" خاصة أن الإعلامي والإخواني الشهير دخل في مرحلة استعراض القوى والمواجهة صراحة مع الدكتور محمد مرسي وذلك بعد أن كتب فى 30 يوليو الماضي تحت عنوان " فوضى في القصر الرئاسي" قائلا: اتصل بى أحد أصدقائى من سكان مصر الجديدة بعد أيام من وصول الرئيس مرسى لقصر الرئاسة وقال لى وهو فى قمة الغضب: أرجو أن تترك كل ما فى يدك وتأتى فوراً الآن لترى حجم الفوضى والمزبلة والمهزلة التى حول قصر الاتحادية الرئاسى، هذا المكان الذى كان الناس يخشون من المسير قربه، قبل ذلك، سقطت هيبته منذ أن دخله الرئيس محمد مرسى، حيث أصبح كل من هب ودب يأتى ويفترش الشارع سواء كان مأجوراً أو صاحب حق ليتظاهر، هؤلاء حولوا المكان أمام القصر وحوله إلى مزبلة، هل هذا ما يريده الرئيس؟ أن يتحول القصر الجمهورى الذى هو قصر الشعب وملك الدولة وليس ملك مرسى إلى مزبلة، وأن تصبح الشوارع التى تحيط به مليئة بالبلطجية والمأجورين حتى أصبحنا كسكان للمنطقة لا نعرف المفسد من المصلح، واللص من الشريف، والمأجور من صاحب الشكوى الحقيقى! أزمة صديق "منصور" لم تنته عند هذ الحد فالأزمة لم تجد لها حلا والفوضى داخل القصر الرئاسي انتشرت في البر والبحر خاصة انه كتب في المقال ذاته قائلا بعد الشكوى الثانية من الصديق ذاته: أبلغني أكثر من زائر للقصر وللرئيس مرسى أنهم صُدموا من الفوضى العارمة حينما دخلوا القصر الرئاسي، ووجدوا الاستهتار من العاملين فى القصر سواء كانوا من العسكر أو المدنيين حيث يعمل الجميع بتراخ وعدم انضباط وعشوائية وكأنهم داخل مؤسسة حكومية مصرية تعج بالفوضى وليس القصر الرئاسي، لأن الرئيس يبدو أنه يتعامل معهم كما لو كانوا إخوة فى الله فى حزب الحرية والعدالة وليسوا موظفي دولة يعملون فى أكثر أماكن الدولة هيبة ودقة وانضباطاً. "غضب" الزميل أحمد منصور على فوضى رجال "مرسي" في القصر الرئاسي كان من الممكن أن نضعه في خانة "الغيرة على مصر " والخوف على مستقبلنا ومظهرنا أمام دول العالم لكن بالعودة أياما قليلة للوراء وتحديدا 9 يوليو الماضي وهو اليوم الذي كتب "منصور" في الزميلة " الوطن " تحت عنوان " الجمعة الأولى للرئيس" غزلا صريحا في الرئيس "صاحب الفوضى في القصر " قال فيه : لقد نجح الرئيس مرسى حتى الآن فى صناعة لفتات إنسانية وشعبية رفعت مكانته عند الشعب المصرى بشكل كبير، لكن الناس دائما تنتظر الأفعال وليس الأقوال، وتنتظر من الأفعال ما يمس حياتها وواقعها واحتياجاتها، فمتى يبدأ مرسى ترجمة أقواله إلى أفعال؟