انطلقت اليوم السبت، من مقبرة الجلاز فى العاصمة تونس، مراسم إحياء أربعينية المعارض التونسى اليسارى شكرى بلعيد، الذى اغتيل يوم 6 فبراير الماضي. وشارك فى المناسبة، أعداد كبيرة من التونسيين الذين عبروا عن "رفضهم لانزلاق البلاد نحو العنف السياسى والفوضى". وجرت التظاهرة الشعبية بحضور العديد من السياسيين والنقابيين ومكونات المجتمع المدني، الذين اجتمعوا فى المقبرة لينطلقوا فى مسيرة على الأقدام نحو شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، حيث يوجد مقر وزارة الداخلية. وأكد منظمو التظاهرة أنه سيتم تنظيم مهرجان خطابي، يخصص للتعريف بمناقب وسيرة بلعيد، كما سيكون مناسبة لدعوة الحكومة إلى التسريع بالكشف عن القتلة ومن يقف وراءهم. ورفع المشاركون شعارات ولافتات تتهم حزب حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، بالمسؤولية السياسية والأخلاقية عن اغتيال بلعيد، محملين المسؤولية رأسا إلى الشيخ راشد الغنوشى رئيس النهضة. وتجرى كل هذه الاحتفالات فى ظل تواجد أمنى مكثف، خاصة وسط شارع الحبيب بورقيبة، الذى تحول إلى رمز للثورة التونسية، التى انطلقت يوم 14 يناير 2011. واعتبر البعض نجاح الداخلية فى تأمين تظاهرات اليوم بمثابة امتحان لوزير الداخلية الجديد وهو شخصية قضائية مشهود لها بالكفاءة والاستقلالية من كل الأحزاب السياسية.