كانت ومازالت كارثتنا الكبرى هى محاولة تجميل صورتنا أمام العالم، حتى لو كان هذا التجميل يخفى أسفله وجها قبيحا، متغافلين عن أنه إذا اعترفنا بوجود مشكلة فإن ذلك يعنى أننا قطعنا نصف الطريق نحو الحل، وعندما نقول أمام العالم إن كل شىء على ما يرام فإن هذا لا يعنى أن كل شىء على ما يرام ولا ينفى وجود مشكلة، بل إنه يجعلنا نفقد مصداقيتنا أمام العالم وأمام شعوبنا. لقد صدمنى تصريح دكتورة باكينام، والتى يفترض أنها قبل أن تكون مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية فهى إمرأة مصرية يجب أن تكون أكثر إحساسا بالمرأة المصرية ومعاناتها، وتعليق دكتورة باكينام أن ظاهرة الاغتصاب الزوجى غير موجودة على الإطلاق فى مصر يشوبها عدم الدقة ومحاولة التجميل الزائف للواقع. كثير من النساء فى مصر يتعرضن لشتى أنواع الامتهان داخل المنزل وخارجه، يتعرضن للتحرش فى الشارع وللاغتصاب فى الداخل، ولأننا فى مجتمع شرقى من العيب بل من العار أن تصرح المرأة فيه بأن زوجها يمتهنها جنسيا حتى لا تصبح منحلة وخارجة فإنها تخفى ما تتعرض له، ونحن بدلا من أن نشجع أى أنثى مقهورة على أن تعلن عن مصدر قهرها وتواجهه وتصرح به، فإننا نقهرها أكثر برغبتنا فى كبتها وقمعها. أبسط ما كان على الدكتورة باكينام أن تفعله هو أن تتجه إلى إحدى منظمات حقوق المرأة فى مصر، أو على أقل تقدير تتصفح صفحات الحوادث فى الصحف والمجلات المصرية، لترى أن هناك نساءً يرتكبن جرائم لهذا السبب، وأن هناك رجالا يصل بهم الحال إلى أبعد من ذلك ليعرضوا زوجاتهم للإيجار رغما عنهن، إذا توقفت لحظة لتتأمل وتشعر بقهر هؤلاء ستعرف أن هذه الظاهرة موجودة، وعدم تصريح بعض الزوجات ودفن رءوسنا فى الرمال لن ينفى وجودها.