يدرك الكاتب الروائي علاء الأسواني صاحب رواية "يعقوبيان" أن الأيام الحالية لا تتيح للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي متابعة ما يكتب عنه في الصحف من مدح أو هجاء، لكنه يعلم تماما أن "مرسي" -وغيره- تابعوه وربما أعجبوا به في الحلقة التليفزيونية الشهيرة التي اشتبك فيها مع الفريق أحمد شفيق ، ومن هذا اليقين الكامل خرج علينا "الأسواني" ليكتب في الزميلة المصري اليوم التي يرأس تحريرها تنفيذيا الزميل محمد سمير في عددها الصادر الثلاثاء الماضي الموافق 27 يونيو الماضي تحت عنوان " لماذا فاز محمد مرسي" ليقدم لقرائه وصلة من التخبط والنفاق أيضا ففي البداية يقول إنه لم ينتخب "مرسي" رئيسا وأنه كان من فريق "المبطلين" وذلك بعد أن أكد أن الآلاف الذين شاركوا في الثورة يوم 25 يناير هم من أنقذوا الثورة ، متجاهلا أن الجميع يعلم جيدا أن الميدان كان "شبه خاليا" من المواطنين في هذا اليوم وأن الأحداث بدأت تتبلور منذ 28 يناير المعروف ب"جمعة الغضب"، المثير أن صاحب "الصوت المبطل"، تراجع عن حكاية "إبطال الصوت" وأن "شفيق" و"مرسي" وجهان لعملة واحدة وقال : إن تصويت الملايين لمرشح الإخوان كان مفاجأة شعبنا الواعي التي قلبت كل الموازين وأحبطت مخطط إجهاض الثورة. وقد وقع المجلس العسكري في ورطة، فأصدر إعلانا دستوريا مكملا يقلص صلاحيات الرئيس قبل إعلان النتيجة بساعات. تم تأجيل إعلان النتيجة النهائية للانتخابات إلى يوم الخميس، ثم إلى يوم الأحد، وهنا أدرك الشعب مرة أخرى أن شيئا ما يحاك في الكواليس، فنزل الملايين إلى الشوارع - من المنتمين للإخوان وغيرهم - ليشكل احتشادهم عنصر الضغط على من يريد أن يزيف إرادة الناخبين. لم يقف سيناريو "الصوت المبطل" إلي هذا الحد فقد تمادي موجها رسالة ل"مرسي" ومتقمصا دور الناصح الأمين الذي لا يريد من الرئيس إلا الرضا حيث قال: لقد شكل المستشار زكريا عبدالعزيز مع مجموعة من القضاة جماعة "قضاة من أجل مصر"، وقاموا بمراقبة الانتخابات، وأكدوا فوز محمد مرسى بفارق عن شفيق يقترب من مليون صوت.. المستشار زكريا - كما أعرفه - لا يوافق على أفكار الإخوان ولا سياساتهم، لكنه قاض جليل لا يعرف إلا الحق. لقد كان تقرير القضاة المستقلين مبادرة نزيهة وشجاعة أحرجت الذين ألفوا تزوير إرادة الشعب.