[email protected] علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالولاياتالمتحدةالأمريكية علاقة تحتاج إلى المزيد من الرصد والتحليل، ولكي أكون أكثر تحديداً سوف اجتهد في الإجابة على ثلاثة أسئلة هي محور تحليل شكل تلك العلاقة. وهي: * السؤال الأول: ماذا تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية؟. تحييد مصر بشكل كامل، وهو ما يتطلب إحداث فوضى.. فالأمريكان لا يفرق معهم كثيراً أن تتولى جماعة الإخوان الحكم في مصر أم غيرهم.. المهم من يستطيع من الفصائل السياسية أن تتطابق توجهاته مع اتجاه تحقيق منظومة المصالح الأمريكية. هناك مميزات عديدة للأمريكان في وصول جماعة الإخوان للحكم، بداية من كونها ستصب اهتمامها الأول على الشأن الداخلي المصري لحل مشكلاته، مروراً بالالتزام باتفاقية كامب ديفيد، وصولاً إلى عدم التدخل فيما يحدث مع دول الجوار. فضلاً عن كونها لها القدرة على التواجد والانتشار والسيطرة على الشارع المصري. * السؤال الثاني: لماذا تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية تحييد مصر؟. استطاعت مصر خلال السنوات الماضية أن يكون لها مكانة سياسية متميزة ومؤثرة في المنطقة العربية، وهو ما يعني أنها ستكون طرفا أساسيا في المعادلة السياسية العربية.. خاصة في ظل أي صراع في المنطقة سواء مع إيران أو مع سوريا. بدأت أمريكا في تحييد العديد من الدول العربية بعد غزو العراق. وقد جاهدت مصر بعدها لعمل توازن من خلال دعوات متكررة لاجتماعات لوزراء الدفاع العرب ولرؤساء أركان الجيوش.. السؤال الثالث: ما هي مصلحة جماعة الإخوان المسلمين في علاقتها بالولاياتالمتحدةالأمريكية؟. ليس أفضل من الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام العالم كله لتقدم الجماعة نفسها كلاعب رئيسي في السياسة المصرية، وهو ما يعني الشرعية السياسية للجماعة بعد أن كانت محظورة ومرفوضة ومتهمة بالعنف والإرهاب، كما أن توطيد العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية يعني صياغة شكل جديد مع جماعات الإسلام السياسي لتمكينهم من خلال نموذج لأقدم جماعات الإسلام السياسي تاريخياً.. إن الأسئلة السابقة.. تعني أن هناك تغييرات كثيرة لصياغة شكل المنطقة العربية في المرحلة القادمة.. ولعل أهم متغير فيها هو تغيير موازين القوة في المنطقة العربية من القلب في مصر إلى الأطراف في قطر. ولكن: وماذا بعد؟!.. وما هي فكرة تفكيك الجيش المصري؟.. إنها أسئلة مؤجلة إلى حين!.