تحدث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس في خطبة الجمعة في رمضان 1405 عن كمال الإسلام وغناه عن البدع التي ليس فيها أمر الله ورسوله خصوصًا في شهر رمضان المعظم. ونشرت جريدة المسلمون الخطبة التي يقول فيها: قال تعالى: "وما أتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا" وقال تعالى: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم". وقد أمر الله تعالى المسلمين باتباع الرسول الكريم ومحبته، ولا تكون محبته إلا باتباعه، وقد نهى الشرع عن ابتداع شيء مما ليس في الدين، كما أخبر بذلك نبي الهدى صلَّى الله عليه وسلَّم حين قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، وقد سار الصحابة على ذلك، وهم سلف هذه الأمة ومنهم عبد الله بن مسعود حين قال "اتبعوا.. ولا تبتدعوا ". أما ابن عباس فقد ذكر أنه قال "ما يمضي عام ويأتي غيره إلا وابتدع الناس بدعة، وأماتوا سنة". وقد كثر الابتداع في العصور المتأخرة، ونشط المبتدعون في بدعهم ومنها إقامة الولائم والاحتفالات في شهر رمضان العظيم، فنجد كثيرا من هؤلاء يشدون الرحال إلى مكة والمدينة تقربا من مواطن المصطفى عليه السلام، ويظهرون من البدع ما لم يأذن به الله ورسوله من وجوه. وأقول أخيرا تنبهوا إلى ما في الشهر الكريم من معانٍ وعظة وواجب وأن الدين قد كمل فلا حاجة إلى زيادة ليست من الدين.