الكنيسة المصرية احد مصادر القوى الناعمة لمصر باجماع الخبراء السياسيين، ويرجع ذلك لدورها الوطنى، وهو ما يطرح سؤالا حول دورها فى حل مشكلة المياه بين مصر ودول حوض النيل، بحكم العلاقة التاريخية و الدينية التى تجمع المحروسة مع الدولة الاثيوبية . بحسب مصادر مطلعة تقوم الكنيسة المصرية الآن بدور قوى فى تحسين العلاقات بين القاهرة واديس ابابا ، خاصة بعد وفاة رئيس الوزراء الاثيوبى ميليس زيناوى ، الذى كان يريد تعديل اتفاقية المياه بين مصر ودول حوض النيل، وبناء سد الالفية الذى اكد الخبراء انه سيضر كثيرا بالدولة المصرية . العلاقة بين الكنيسة القبطية المصرية والكنيسة الاثيوبية وطيدة للغاية فاثناء وحدة الكنيسة كانت الكنيسة الاثيوبية تابعة للكنيسة المصرية، وكان البابا هو بابا الكنيسة المصرية والاثيوبية، وكان هو الذى يرسم بابا الكنيسة الاثيوبية بحسب المفكر القبطى جمال أسعد، الذى أوضح ان انفصال الكنيسة الاثيوبية حدث بعد الانقلاب الشيوعى بقيادة الامبراطور هيلاسلاسى، وذلك بجعل الكنيسة الاثيوبية كنيسة ارثوذوكسية مستقلة . «عزل الكنيسة الاثيوبية لم يمنع استمرار العلاقة التاريخية بين الكنيستين « هذا ما اكده جمال اسعد مستدلا على ذلك بعزاء الانبا باخوميوس فى وفاة بطريرك الكنيسة الاثيوبية ، وبترأس بطريرك الكنيسة الاثيوبية لصلاة الجنازة على البابا شنودة الثالث ،مشددا على ان العلاقة التاريخية بين الكنيستين تسمح للكنيسة المصرية بلعب دور قوي فى توطيد العلاقات مع اثيوبيا، وبالتالى مع دول حوض النيل انطلاقا من ان المصالح المشتركة فى السياسة تدفع فى ذات الاتجاه، لافتا الانتباه الى ان التواجد المصرى فى اقريقيا فى عهد الرئيس عبد الناصر قطع الطريق على اسرائيل لاقامة علاقات مع اى دولة افريقية باستثناء جنوب افريقيا ، وموضحا ان دور الكنيسة المصرية فى هذا الملف الشائك دور ثانوي، ويزداد تأثيره كلما عادت مصر لدورها الاقليمى فى افريقيا كما كانت من قبل ، فضلا عن ان دور الكنيسة المصرية سيكون من خلال ضغط الكنيسة الاثيوبية على صانعى القرار فى اثيوبيا، لتكون فى الاتجاه الداعم للمصالح المشتركة والحفاظ علي حصة مصر من مياه النيل . فى ذات السياق قال القمص صليب متى ساويرس- كاهن كنيسة مار جرجس بشبرا وعضو المجلس الملى العام- ان الكنيسة المصرية تربطها بالكنيسة الاثيوبية علاقات تاريخية ،مؤكدا ان البابا شنودة الثالث علمهم قبل وفاته بان اى امر وطنى فى صالح مصر لابد ان تقوم به الكنيسة . و مشيرا الي العلاقة التاريخية بين الكنيستين وموضحا ان وفدا كنسيا قام بواجب العزاء فى اثيوبيا فى وفاة البطريرك توطيدا لهذه العلاقة مشددا على ان الكنيسة القبطية المصرية تعمل لصالح الوطن دائما ولا تتورع فى تادية دورها الوطنى . القمص ساويرس اكد ايضا ان الكنيسة لها دور استراتيجى تقوم به وبموجبه ترفض اى تدخلات اجنبية فى الشان المصرى، ولديها منهج كنسى قائم على اداء دورها الوطنى فى كل مكان وفى اى وقت، موضحا ان استراتيجية الكنيسة هى رعاية مصالح المصريين ككل ،مدللا على ذلك بان البابا السابق عندما كان يفتتح كنيسة فى اى مكان، كان يقوم بعمل مدارس للغة العربية حتى يتعلم المصريون اللغة، وحتى يكون هناك تواصل بين المهجر والكنيسة الام بالوطن .