جاء ظهور الشيخ محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة،وسط ملثمين حاملين رايات سوداء فى محيط وزارة الدفاع فى الأحداث التى وقعت الأسبوع الماضى بحى العباسية، وخلفت قتلى ومصابين،وأحيت حالة الفوضى فى مصر ليجدد هواجس عودة التنظيم الأعنف إلى مصر فى مرحلة حرجة من تاريخها،لا تحتمل فيه أية عملية من عملياتها التخريبية المستترة برداء الإسلام تنال من استقرارها ووضعها الاقتصادى المهتز . وبين تقارير إخبارية متناثرة تؤكد أن التنظيم يسعى جاهدا للعودة بقوة إلى مصر لإحياء مشروعه الإسلامى من وجهة نظره والذى خسر كثيرا على أيدى الإخوان والسلفيين فى الشهور الأخيرة، وبين تصريحات متدفقة من منتمين إلى «القاعدة» ينفون فيها ما تتضمنه تلك التقارير المتخمة بمعلومات وتفاصيل دقيقة تظل الحقيقة متأرجحة لا تستقر على جانب . فبينما رفض محمد الظواهرى عبر بيان أصدره على خلفية الأحداث الأخيرة ، توريطه بالتحريض على أحداث العباسية، أو أن يكون لتنظيم القاعدة علاقة بها، وتأكيده على مقاضاة كل من زج باسمه فى أحداث العباسية، دخل معه على خط الأزمة نبيل نعيم القيادى الجهادى البارز والمسئول عن تنظيم القاعدة فى مصر، مشددا على سذاجة الطرح بعودة القاعدة، وكاشفا عن أن أمن الدولة نجح فى اجتذاب الكثير من أعضاء التنظيم. نعيم رفض أيضا اتهام محمد الظواهرى بمحاولة إحياء «القاعدة» فى مصر،واصفا إياه بشديد الأدب، وعدم امتلاكه كاريزما القائد لتنظيم مثل القاعدة. نعيم نفى كل المعلومات التى تضمنتها التقارير الأخيرة التى تحذر من عودة التنظيم، واصفا كل الأرقام الخاصة بأعدادهم وتمويلاتهم بالملفقة، مؤكداأنه لم يعد هناك داع للجهاد الآن فى مصر، بعد سقوط نظام مبارك الذى أذلهم . وعلى خطى نعيم سار القيادى بالجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد الذى يرفض بشدة فكرة عودة التنظيم مجددا إلى مصر . عبد الماجد يرى أن أفكار «القاعدة» لن تجد صدى الآن عند المصريين، لا سيما أن البلاد مقبلة على حالة من لاستقرار وانتقال السلطة بشكل سلمى . لافتا إلى أن الباب أصبح مغلقا فى مصر أمام جميع الحركات الجهادية . عبد الماجد استبعد تفكير التنظيم فى ارتكاب أى حماقات على أرض مصر فى الوقت الحالى . «لقد أصبح جسدا بلا روح بعدما أنهكه المرض «..هكذا يصف الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على بكر تنظيم القاعدة ، مقللا من خطورة عودتهم إلى مصر . وتابع: تنظيم القاعدة غدا أثرا بعد عين وأعضاؤه يمرون بمراجعات فكرية ونفسية، ولو عادوا إلى مصر فلن يدخلوا فى صدام مع أحد، وسوف يتعايشون مع الأوضاع الجديدة فى مصر،واصفا أى تقارير تحذر من خطورتهم بالمبالغ فيها. غير أن بكر استدرك مؤكدا أن الخطر الأكبر لا يأتي من تنظيم القاعدة الأم الذى يقوده الآن أيمن الظواهري، وإنما ينبع من نماذج القاعدة,وجماعات الجهاد الموجودة داخل سيناء، والتي تمول بكافة الأسلحة من القاعدة الليبية والذين خرجوا من السجون بعد مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي،والذين يريدون عودة أفكار الجهاد والقتل في مصر، وخاصة بعد قيام الجماعات الإسلامية بإجراء مراجعات فكرية ،كما أنهم يقومون باستغلال بعض الشباب ويقومون بتسليحهم وتدريبهم علي أفكار العنف والجهاد من أجل إحياء الشريعة . على الشاطئ الآخر من النهر يتبنى الناشط السياسى محمد عصمت سيف الدولة رأيا مناوئا لما تقدم ، مؤكدا أن العناصر التى عادت إلى مصر من الحدود الليبية يحاولون القيام بعمليات تخريبية فى سيناء كخطوة أولى نحو توسيع نشاطهم، مطالبا بضروة اتخاذ كل الإجراءات التى من شأنها تجفيف نهر العنف فى مصر.