أول برنامج توك شو حيوانى فى العالم ولاعلاقة له ببنىالبشر المذيع: قديما قال أمير الشعراء أحمد شوقى : "أودعت كلبا وإنسانا وديعة ،فضيعها الإنسان والكلب حافظ "،وبعيدا عن التلاسن الذى كان بين شوقى وشاعر النيل حافظ إبراهيم وقيل هذا البيت بسببه بما فيه من إسقاط طريف، فإن ذلك يؤكد أن من الكلاب من هم أوفى من البشر ..عن فضيلة الوفاء ونقيصة الجحود ونكران الجميل، تدور حلقة الليلة من برنامج "الغيط غيطك".. ويسعدنا أن يكون فى ضيافتنا الليلة "أمير الكلاب"، والذى قرر مؤخرا تدشين جائزة "الوفاء"، والتى تمنح لإنسان معروف بالوفاء.. أهلا بك كلبنا الوفى.. -"أمير الكلاب": أهلا بكم ..وشكرا على استضافتى.. -المذيع: ما الذى دفعك للتفكير فى وضع مثل هذه الجائزة؟ -"أمير الكلاب": بسبب تفشى ظاهرة الجحود ونكران الجميل بين بنى البشر، ووفاة قيمة الوفاء بينهم. -المذيع: ألا تعتقد أن هذه نظرة تشاؤمية؟ -"أمير الكلاب": ليست تشاؤمية، بل واقعية، فلم يعد للوفاء والاعتراف بالفضل بين الناس مكان. -المذيع: البعض قد يظن فى كلامك نرجسية مفرطة؟ -"أمير الكلاب": ليست نرجسية، ولكنها الحقيقة منذ بدء الخليقة، ودعنى أذكرك ببعض القصص والوقائع الدينية، منها أنه عندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً قتيلاً، قال: ما شأن هذا الرجل قتيلاً؟ فقالوا: إنه وثب على غنم بني زهرة، فأخذ منها شاة، فوثب عليه كلب الماشية فقتله: فقال صلى الله عليه وسلم: قتل نفسه، وأضاع ديته، وعصى ربه، وخان أخاه، وكان الكلب خيراً من هذا الغادر ثم قال: أيعجز أحدكم أن يحفظ أخاه المسلم في نفسه وأهله، كحفظ هذا الكلب ماشية أربابه. ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعرابياً يسوق كلباً، فقال: ما هذا معك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، نعم الصاحب، ان اعطيته شكر، وان منعته صبر قال عمر: نعم الصاحب فاستمسك به. وروي ان بعض الحكماء طلب منه رجل أن يوصيه فقال: ازهد في الدنيا ولا تنازع فيها أهلها، وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله، فإنهم يجيعونه ويضربونه، ويأبى إلا أن يحوطهم نعماً. -المذيع : أضف إلى ذلك ما قاله الشعبي: "خير خصلة في الكلب انه لا ينافق في محبته"، وقول ابن عباس: "كلب أمين خير من انسان خؤون"، وقال أحدهم :"لكلب الإنس ان فكّرت فيه أشدّ عليك من كلب الكلاب، لأن الكلب تخسؤه فيخسا وكلب الناس يربض للعتاب". -"أمير الكلاب": إذن اتفقنا.. -المذيع:نحن متفقون من البداية ولهذا استضفناك.. -"أمير الكلاب":وأنا سعيد بذلك ولكنى حزين بما آلت إليه أخلاقكم من تدن، فأصبحتم تنسون الفضل بينكم، وكل من يسدى لإنسان منكم معروفا، لا يجد فى المقابل إلا جحودا ونكرانا والكلب منا يفدي صاحبه بنفسه، بينما الإنسان منكم يغدر بصاحبه، وصديق عمره. -المذيع: معى الآن على الهاتف رئيس رابطة الثعالب والذئاب، ما رأيك فى موضوع الحلقة؟ -الثعلب: أبلغك رفضنا التام لمناقشة هذه الموضوعات فى البرنامج لأن فيها انتهاكا للذوق العام، والرابطة أعدت بيانا عاجلا عن الحلقة.. -المذيع : مهلا أيها الثعلب المكار ، ما الذى يغضبك منا؟ -الثعلب : دعنى أقرأ البيان :" تدين رابطة الثعالب والذئاب ما أقدم عليه برنامج "الغيط غيطك" من تخصيص حلقة لمناقشة ما أسماه بفضيلة الوفاء ، ونحن لا نعتبرها فضيلة، بل رذيلة مرفوضة".. -المذيع :ولماذا؟ -الثعلب: لأننا نرى فى الوفاء ضعفا وفى الجحود قوة، ونحن نحب القوة ونكره الضعف. -المذيع"مقاطعا": على أية حال أشكرك على مداخلتك وأعود إلى ضيفى الكريم "أمير الكلاب"..ما رأيك فيما سمعت؟ -"أمير الكلاب": هذا سلوك منحرف، نحن لا نقره، ولا نوافق عليه، واى كلب منا يوافق على مثل هذا السلوك نطرده تماما من بيننا. -المذيع: وصلنا إلى نهاية حلقتنا،فبماذا تختمها؟ -"أمير الكلاب": أختمها بما قاله الحسن البصرى : في الكلب عشر خصال حميدة : الأولى لا يزال خائفاً وذلك لعارض دأب الصالحين، الثانية: ليس له مكان يعرف وذلك من علامات المتوكلين، الثالثة: انه لا ينام من الليل الا قليلاً، وذلك من صفات المحسنين، الرابعة: اذا مات لا ميراث له وذلك من أخلاق الزاهدين، الخامسة: لا يترك صاحبه ولو جفاه وضربه وذلك من صفات المريدين، السادسة: يرضى من الدنيا باليسير، وذلك من علامات المتواضعين، السابعة: اذا طرد من مكان وانصرفوا عنه عاد إليه، وذلك من علامات الراضين، الثامنة: اذا ضرب وطرد، ثم دعي عاد بلاحق وذلك من صفات الخاضعين، التاسعة: إذا حضر شيء للأكل جلس من بعيد وذلك صنع المساكين، العاشرة: إذا رحل من مكان لا يرحل ومعه شيء يلتفت إليه، وذلك من صفات المتجردين.