المذيع: مشاهدىّ الكرام،من حيوانات مصر العظام،أحييكم فى أمسية جديدة من أمسيات «الغيط غيطك»،والتى ننقلها لكم ،الليلة،من داخل حديقة حيوانات الجيزة، وقد تسألون: لماذا؟ والإجابة:إن أعدادا هائلة من حيوانات الحديقة،أصابها الاكتئاب،بسبب المظاهرات الحاشدة،التى جرت فى محيط الحديقة،القريبة من جامعة القاهرة،منذ أيام..مسئولو الحديقة أخبرونى أن حيوانات الحديقة،اعتادت منذ سنوات طويلة، العيش فى هدوء،بعيدا عن صخب البشر، ولكن المظاهرة الأخيرة ، وما اكتنفها وتلاها من أحداث صادمة،أوجعت مشاعرهم الرقيقة،وأصابت أعدادا كبيرة منهم،مثل:الخرتيت والحمار الوحشى،بالاكتئاب،والميل إلى العزلة... مسئولو الحديقة،أخبرونى أيضا،أنهم أنقذوا 3 خراتيت،و4 بغال،و5 حمير وحشية من الانتحار، وباستجوابهم عن السبب فى إقدامهم على الانتحار،أفادوا بأن ما تابعوه من أحداث مزعجة فى تلك المظاهرة، وتحريض فئة على قتال أخرى واتهامها بالكفر وعدم الوطنية،جعلهم لا يطيقون الحياة، وقالوا أيضا: إنهم حضروا إلى مصر منذ سنوات طويلة، ولم يستيقظوا يوما على مثل هذا الاقتتال البغيض على السلطة. حقيقة الأمر،أننى حاولت كثيرا التحدث معهم بنفسى،إلا أنهم أضربوا عن الكلام مع وسائل الإعلام، كما أضرب بعضهم عن الطعام،وها هى الكاميرا تتجول –كما ترون- بين هذه الحيوانات،التى تمتلك –رغم أجسادها الضخمة- قلوبا لا يمتلكها أصحاب اللحى والعمائم.. الغريب،وكما أخبرنا مسئولو الحديقة،أن القرود والثعالب والخنازير،تحديدا،خرجوا عن هذا «الاصطفاف الحيوانى»،ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية، وعندما سألنا:لماذا؟ تباينت الإجابات، فبينما أفاد أحد المسئولين بأن هذه الحيوانات تحديدا من فلول النظام السابق، وسعداء بحالة الفوضى العارمة التى تعم البلاد، أفاد مسئول ثان بأن هذه الحيوانات من مؤيدى النظام الحالى، وكانوا سعداء بالحشد الكبير الذى احتشد أمام الحديقة، والذى عكس–من وجهة نظرهم- شعبية وقوة النظام الذى يطالب الملايين بإسقاطه. على أية حال..فإن هذه المشاهد المتباينة داخل حديقة الحيوانات،بشأن ما يحدث فى الشارع المصرى،لا تختلف كثيرا،عما يدور بين البشر..ولك الله يا مصر..وتصبحون على خير.