إذا كانت النتائج بنت المقدمات، فإن من حسب الحسابات، في الهناء قد بات، وقد قيل قديما إن الديك الفصيح، في البيضة يصيح، وأن من لا يرى من الغربال، فإن العمى في ناظريه قد صال وجال، لذا فإن المستبشرين خيرا بعد الدستور، كمن ينتظر الحليب من ضرع الثور، و « إن كنتوا نسيتوا اللي جرى، هاتوا الدفاتر تنقرا » وعليه فإن الحكاية القادمة، ما هي إلا للتذكرة بوعود المائة يوم الحالمة، فاتعظ يا من تظن النحاس كالذهب، لأنك لا تجني من الشوك العنب، لعل الله يعيننا على القادم من أيام هباب، ويتوب الله على من تاب : المهندسين.. يا اسطى ؟ اتفضل يا باشا. الدنيا واقفة كده ليه يا ريس ؟ معلهش أصل المرور « مرسي »، ومع كده الحمد لله دي أحسن من قبل الظهر كتير. المرور « مرسي » !! يعني إيه المرور « مرسي » ؟ يعني زي ما سعادتك شايف كده ، و« مرسي» دا هو الريس محمد مرسي ربنا يدي له الصحة ويصبرنا على ما بلانا، و«مرسي» دا السيم بتاعنا يا باشا لما المرور بيكون واقف والدنيا مدرمغة زي ما سعادتك شايف كده، ولما بقابل سواق زميلي في الفردة الراجعة وعايز يقول لي ما تروحش الحتة الفلانية لأن السكة زحمة فعشان ينجز بيقول لي «مرسي» والحدق يفهم ياباشا . لا .. إذا كان كده يا ريس ... فالمرور مرسي، والأنابيب مرسي، والبنزين مرسي ومستوى الحداقة ها يزيد في البلد خالص . هههههه الله يحظك يا باشا ، لا مؤاخذة يا باشا معلهش ناخد الأستاذ فوزي اللي واقف آخر الشارع ده معانا عشان برضه رايح المهندسين سعادتك ؟ دا صاحبك ولا قريبك ؟ ما تاخذنيش أصل لقطته بسرعة وعرفت رايح فين كمان . لعلمك يا بيه دا لا صاحبي ولا قريبي ولا أخويا حتى، بس معزته عندي أكتر من دول كلهم . يا سلام ... معزته أكتر ؟!!! إمال ... دا عشرة تاكسي ... وعشرة التاكسي ما تهونشي إلا على المباحث وابن النظام . عشرة تاكسي ؟ !! ايوه يا بيه حضرتك كنت مسافر بره واللا إيه ؟ عموما خلي بالك وانت تعرف عشرة التاكسي كويس دا احنا مسيرنا نبقى أهل وحبايب وأجدع صحاب . اركب يا استاذ فوزي نورني يا باشا! الله ... جلجل ..انت لازم رايح المهندسين النهاردة ؟ طيب استنى على طريقنا ناخد مدام كوثر والبت شربات. وماله يا باشا زيادة الخير خيرين دا انتو عشرة تاكسي، تنوروني , شوفهم على الموبايل كده يلحقوا يلبسوا ويتمكيجوا براحتهم علي بال العربيات ما تتحرك شوية ..لا مؤاخذة يا استاذ ..أصل احنا كلنا عرفنا بعض في التاكسي هنا ..في يوم كان المرور فيه « مرسي » جامد ، إنما بقينا ايه ولا الأهل وحياتك ، وقعدت مدام كوثر تحكي لنا عن صاحبتها سميرة اللي جوزها مطلقها وواخد العيلين مهربهم بورسعيد عند أهل مراة عمه ومدوخها في المحاكم عليهم،أما شربات دي حكاية بتحكي لنا عن زباين الكوافير عندها في المهندسين حكايات تشيب ... تشيب. وصلت الجريدة بسلامة الله, وبعد أن حضرت اجتماعي المهم غادرتها بعد المغرب وكان المرور برضه « مرسي » فشاورت لأحد التكاسي الذي كان فارغا لمغادرة آخر زبائنه وقت أن أشرت له قائلا : وسط البلد يا اسطى ؟ وماله يا بيه اتفضل . بعد اذنك يا بيه ناخد مدام سميرة من الناصية الجاية ؟ اتفضل يا حبيبي. الله ... زعتر ..عامل ايه يا بني ؟ أكيد رايح وسط البلد عشان كده وقفت لي، طيب ارن على البت الغلبانة شربات زمانها خلصت ورديتها وراجعة برضه . لا مؤاخذة يا بيه أديك شايف المرور . لا خد راحتك خالص ما دام المرور « مرسي» ولا يهمك ..وبعدين ما دام الجماعة في سكتنا ها نقول لأ ليه ؟ يطالعني سائق التاكسي ومدام سميرة باستغراب كبير ..وفجأة يتوقف زعتر ليلتقط شربات ..وانطلق بالتاكسي زاحفا كسلحفاة عمرها ألف عام، وزعتر والسيدتان لا يكفون عن الحديث، فباغتهم متسائلا : إلا عملتي إيه يا مدام سميرة في قضية الولاد، وأخبار زباين المحل إيه يا آنسة شربات ..طمنوني والنبي ؟ الجميع مبهوتين ..وفي نفس واحد : يا لهوي ... وسعادتك عرفت الكلام ده كله منين ؟ يا جماعة طول ما المرور «مرسى» ما تستغربوش أبدا لما البلد كلها تبقى عشرة تاكسى.