مبادرة مهمة هدفها الأساسى تعميق وتدعيم أواصر وروابط المحبة بين المسلمين والأقباط تحت راية الوحدة الوطنية وشعار الدين لله والوطن للجميع وقد تكون مقدمة لمزيد من المبادرات المماثلة أو نواة يمكن البناء عليها لعمل متواصل يقى مصر مخاطر محاولات للتفرقة من قبل بعض المتشددين من الطرفين. المبادرة كانت عبارة عن لقائين جمعا بين الدكتور علوى أمين الأستاذ بجامعة الأزهر والقمص بولس عويضة والأنبا بسنتى أحدهما تم فى ساحة جامع عمرو بن العاص والآخر تم فى ساحة الكنيسة المعلقة المجاورة له وأجمل ما فيها أنها مبادرة سلام وطمأنة وتأكيد على عراقة المصريين فى التسامح الدينى وجاءت بدعوة كريمة من الدكتور علوى أمين وقبلها الإخوة الأقباط لحرصهم الشديد على تلاحم الأمة المصرية بمسلميها وأقباطها فى سبيل هدف واحد وهو أن تظل مصر كما هى دائما وطنا للجميع. اللقاء الأول كان عقب صلاة الظهر حيث استقبل الدكتور علوى أمين نيافة القمص بولس عويضة على باب المسجد وأخذه برفق من يده إلى المحراب ليصليا من أجل السلام. الدكتور علوى قال إن هذه المبادرة جاءت فى توقيت مهم للغاية نظرا للظروف الراهنة التى يشهدها المجتمع من أحداث بين المسلمين والمسيحيين وخاصة الشتات الواضح بينهما والذى لا يعبر عن القاعدة العريضة للأمة المصرية. لكل ذلك كان لابد من مبادرة جليلة من أجل أن تقدس الأجيال القادمة قيم الترابط والتسامح والمحبة والوحدة الوطنية التى تميز مصر عن غيرها هكذا أوضح الدكتور علوى الهدف من المبادرة مستطردا أنها جاءت من أجل السلام الذى يجمع بين المسلمين والأقباط ولا يفرق بينهما وكى نؤكد للعالم كله عدم وجود ما يسمى بالفتنة الطائفية فى مصر واصفا اللقاءين بأنهما التقاء بين روح المصريين فى المسجد والكنيسة. فى ذات السياق أكد علوى أن المبادرة تهدف إلى القيام بعمل جولة على المدارس فى كل أنحاء الجمهورية يقوم خلالها علماء الأزهر بتفسير آية من القرآن الكريم ويقوم رجال الكنيسة بتفسير نص من الإنجيل حتى تعلم الأجيال القادمة مدى قوة الترابط بين المسلمين والأقباط منذ فتح عمرو بن العاص لمصر وهو الفتح الذى رحب به الأقباط فى حينه وهو السر فى اختيار مسجد عمرو بن العاص لانطلاق المبادرة. لمحة تسامحية رائعة كشف عنها النقاب الدكتور علوى وهى أن القمص بولس عويضة هو الذى اختار مسجد عمرو بن العاص باعتباره أقدم مساجد مصر وأنه كان فى حينه بداية لعهد جديد بها يقدره الأقباط وهو الفتح الإسلامى. فى ذات الاتجاه العاكس لعراقة المصريين أكد القمص بولس عويضة على أن النسيج المصرى نسيج متكامل ولا يمكن أن يفرقه أحد قائلا: مصر للمصريين والرب يحميها. القمص بولس عويضة قال إن المبادرة جاءت بمشاركة من الأزهر ممثلا فى الأخ الدكتور علوى أمين أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وروعى فيها أن من يقوم بها يكون بالزى الدينى أى الزى الأزهرى والزى الكنسى لتعميق المحبة بين المصريين مسلمين ومسيحيين. «منذ أن دخلت مسجد عمرو بن العاص وأنا أحس أننى على أعتاب عهد جديد يوثق الترابط والوحدة الوطنية فى مصر» هكذا قال القمص بولس لافتا إلى احتياج الأجيال القادمة فى المدارس لفهم الوحدة الوطنية مؤكدا أن رؤية التلاميذ للشيخ والقمص وهما يدخلان عليهما الفصل ويدهما فى يد بعضهما ويشرح كل منهما آية من كتابى الله سيكون مشهدا أكثر تأثيرا من مشاهدتهم لهما وهما يتصافحان على شاشات التليفزيون. الشيخ حسن رشدى إمام مسجد عمرو بن العاص يؤكد أنه استقبل نيافة القمص بولس عويضة والأنبا باستنى بالأحضان من أمام المسجد وحتى وصولهم إلى المحراب قائلا إن المساجد والكنائس كلها بيوت الله والدعوة فيها للسلام واجبة وخاصة فى حفظ الأوطان. التاريخ يشهد على أن مساجد وكنائس مصر عبر التاريخ لم تفرق بين مسلم ومسيحى لأنها كلها بيوت لله هكذا قال رشدى مؤكدا أن مصر الآن فى حاجة إلى عودة وحدتها الوطنية لتكون أقوى عن ذى قبل داعيا إلى نبذ الخلافات والتوترات بين المسلمين والمسيحيين ووضع الجميع لمصر نصب أعينهم. الشيخ حسن رشدى أكد على ترحيب مسجد عمرو بن العاص بالمبادرة ووصفها بأنها كريمة وتهدف إلى الترابط بين المسلمين داعيا إلى إقامة صلاة فى مسجد عمرو بن العاص ليعم السلام فى مصر السلام.