«إنها إرادة الجغرافيا» وهيئة الأرصاد الجوية، ومن قبلهما الزميلة «المصري اليوم »...وإنها الصدفة أيضا التي جعلت الأسبوع «سبعة أيام»، وليس خمسة أو أربعة ، وإلا ما كانت إدارة تحرير " المصري اليوم " تفتح صفحاتها ليكتب كل «شارد ووارد» في باب «7 أيام»، فما بالنا لو كان الأسبوع ستة أيام ، بالقطع كنا سنحرم من اكتشاف حقائق لا يمكن إلا التعامل معها إلا من منطلق « سري للغاية وخطر وجدا» ومن الممكن أن نقول «ممنوع الاقتراب»، حقائق لم يستطع الزميل ياسر رزق -رئيس تحرير المصري اليوم- أن يكشفها رغم خبرته الصحفية العريضة، وجيش المحررين الأكفاء هناك أيضا لم يقتربوا - ولو قليلا منها- ولكن جاء الكاتب الزميل عماد فؤاد ليكون هو صاحب الاكتشاف والاختراع والحقيقة «المُرة» التي زفها لنا في مقالته المنشورة الأربعاء الماضي المعنونة ب« البس وش العبيط»، والعبيط هنا - وفقا لزميلنا عماد- الشعب المصري بأكمله برجاله ونسائه وفتيانه وفتياته وأطفاله أيضا ، وهم من كشف لنا الزميل أنهم منحوا علماء الاجتماع فرصة ذهبية لدراسة «مجتمع العبط» حيث قال: ما يحدث فى مصر الآن يمثل فرصة ذهبية لأساتذة، وعلماء الاجتماع لإضافة فرع جديد للعلوم الاجتماعية اقترح تسميته ب»العبط الاجتماعى»، كظاهرة لافتة اجتاحت «المجتمع» المصرى بكل فئاته وطبقاته عقب ثورة يناير. من الخفير إلى الوزير، ومن الغنى إلى الفقير، ومن الحاصل على أعلى الدرجات العلمية إلى الأمى والجاهل.. كل من له مطلب أو حاجة أو حتى هدف سياسى، لا يسعى إليه بوعى ومنطق مقبول.. لكنه يستسهل ويلبس «وش العبيط». ويرفع مطلبه، وللتوضيح يمكن الإشارة إلى مواقف لا حصر لها. «عبط الكاتب » عفوا - عبط المصريين - فقد تشابه علينا «العبط» لم يتوقف عند هذا الحد لكنه سارع علي طريقة « نيوتن» وخرج في المقال ذاته ليؤكد أننا نحيا في حالة من «العبط « المقنن، والمُعد مسبقا بعلم الجهات العليا والسفلي أيضا ، فالسيدة التي تطالب بحياة آدمية كريمة وشقة تسترها ب«تستعبط»، والعمال الذين يتظاهرون أمام مجلس الوزراء يتقنون «الاستهبال الثوري» وتعاطف «أبو تريكة « مع شهداء « الألتراس « ورفضه لعب مباراة «السوبر» مع النادي الأهلي لا يتعدي كونه استمرارا في «العبط الاجتماعي» الذي يحكم ويتحكم في مصر . ولأن من حضر قسمة «العبط» لابد أن يناله من «العبط» جانباً فكان واجبا علي «زميلنا» أن يلاحق السياسيين الذين يمارسون «العبط السياسي» فكتب قائلا: شعار «البس وش العبيط» لم يرفعه البسطاء، وأصحاب المطالب فقط، ويبدو أن بعض المسئولين ورجال السياسة ممن طفوا على السطح الآن يتبنونه أيضاً. وزير الصناعة لا أتذكر اسمه منع الاعتصامات والاضرابات العمالية رغم أنه يعلم أن مصر ملتزمة باتفاقيات دولية تنص على حق الاضراب عن العمل، والاعتصام وفق قواعد وشروط معينة لم يتبعها المضيفون الجويون للأسف ولعن الله الظروف التى أتت بوزير كهذا إلى موقع المسئولية. ومن جانبنا هنا في «الرأي وملعون أبو الرأي الآخر» نقول لزميلنا أننا قررنا - قرار لا رجعة فيه - أن نلبس «وش العبط» عملا بقوله في نهاية المقال: من فضلك إذا لم يعجبك المقال.. ارمه وارجع البس «وش العبيط».