يدرك بحق الحكمة الإلهية من وراء تعدد الأديان واختلاف الألسنة ويعلم جيدا فائدة العيش فى كنف المحبة مسلمين واقباط فى مصر البيت والوطن تلك القيمة المسماة بالوحدة الوطنية.. هو القس إبرام ميخائيل راعى كنيسة السيدة مريم العذراء بالمعصرة وحلوان. بكلمات لها مغزى يحتاج لها كل مسيحى أو مسلم, استهل القس حديثه ل«فيتو» وقال إن العيش فى كنف المحبة تكاتف والمرأ ليس مجبولا على رأى معين وغير مقبول أن يعلن الإنسان غير ما يسره. بتوضيح أكثر أضاف أن الانسان مسئول عن عقيدته امام ربه وليس بمن حوله فى الارض لان الله يعلم ما نسر ونعلن مؤكدا ان مصر كأسرة واحدة مهددة بالتمزق والتشرذم والخراب اذا غابت الوحدة والحب بين المسلمين والمسيحيين. الضمانة الوحيدة لسلامة مصر هى بقاء العلاقة الحميدة والسوية بين المسلمين والمسيحيين وعدم السماح لاى خلية سرطانية بالتغلغل فى الجسد لأنها تبدأ صغيرة وتنمو وتغتال الجسد وينطبق أمرها -بحسب إبرام- على جسد الإنسان والمجتمعات والكيانات السياسية وعلاجها والوقاية منها هو التعاون على البر والتقوى. المحبة والتعاون بمفهوم القس إبرام هى علاج لأى خلاف فى الرأى قبل أن يتحول إلى نزاع وذلك بالتحاور المبنى على الاقناع وليس بالاجبار وفرض الرأى من جانب طرف على طرف آخر لان فيه سلبا لحرية الطرف المفروض عليه. القس إبرام أكد أن المحبة والشرف والكرم والمرؤة والسلام قواسم مشتركة بين الأديان موضحا أن الخلاف من صنع البشر قائلا: الاختلاف فى الدين قد نكون فيه أحرارا لكن لابد أن يجمعنا التعاون على الأرض. مستدلا على أن المصريين روح وطنية واحدة قال: لا احد يستطيع ان يفرق بين المسلم والمسيحى من أزيائهم الا نادرا لبعض رجال الدين لأنهم يرتدون زيا معينا، مشيرا إلى نموذج تسامحى يمكن الاحتذاء به هو عيش العالم أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى أمريكا كمسلم ومعه فى نفس الدولة الدكتور مجدى يعقوب كقبطى بدون أن يجبرهما أحد على تغيير معتقداتهما. فى ذات السياق أضاف إبرام: انظر إلى الواقع فلا تجد تفرقة بين مسلم ومسيحى فى طوابير الخبز والبوتاجاز فليس لهذا طابور أو ذاك لأننا جميعا مصريون بدليل أن حرب أكتوبر لم تفرق بين مسلم ومسيحى فى ارتواء أرض المعارك بدماء المصريين الطاهرة. «العيش فى متاعب ومشاحنات لا يخدم الرب الذى يعبده الجميع» هكذا قال إبرام مؤكدا أن التمرد على هذه السلوكيات التى لا تقبلها الأديان هو الذى يخلق مجتمعا متجانسا يستمتع اجياله بكل ثماره بمنأى عن الشحناء والبغضاء ناصحا المخربين بألا ينالوا من وطنهم لأنهم يخدمون بسلوكهم عدوا متربصا بكل المصريين ولا يفرق فى مخططه بين مسلم او مسيحى. اهم ما قاله القس إبرام ل«فيتو» انه لا يمكن لأحد ان يتخذ من الدين وسيلة للكذب على الاطلاق أو التزوير للاصوات الانتخابية للحصول على مكاسب دنيوية وانه لا يمكن لأى مصرى مهما اختلفت ديانته أن يطلب من الآخر أن يرحل عن وطن نعيش فيه جميعا مؤكدا أن جذور المسلمين والمسيحيين فرعونية وتجمعهم الجغرافية الواحدة حتى الآن نافيا صحة ما يتردد بان المسيحيين كانوا يريدون دولة لهم فى اسيوط ووصفها بمزاعم عارية من الصحة قائلا: لا نقبل هذا الكلام جملة وتفصيلا فمصر رباطنا جميعا ولا تفرقة بين مسلم ومسيحى على أرضها. توافق الكنيسة مع الازهر حول موقفهما الموحد من الجمعية التأسيسية للدستور وفق رؤية القس إبرام ينم على ان مصر ذابت فى عنصر واحد هو مصلحة الجميع دون نصرة لطرف أو فصيل على آخر لان الدستور يجب أن يشارك فى إعداده الشعب بكل فئاته. عن شواهد محبته للمسلمين اكد القس ابرام انه يشارك المسلمين فى جميع مناسباتهم الاجتماعية سواء فى عيدى الفطر والأضحى أو شهر رمضان والمولد النبوى مشيرا الى ان المسلمين ومنهم الشيخ أحمد ترك إمام مسجد العباسية يشاركونه الاحتفال فى أعياد الميلاد والقيامة ويتبادلون معهم التهانى والزيارات وكذلك الكعك فى الاعياد ودائما ما تكون باقات الورد هى رمز المحبة المتبادلة والراسخة بينهما. القس إبرام يرى أن مستقبل الكنيسة سيكون مشرقا مشيرا إلى الأنبا باخوميوس القائم مقام البابا حريص على السير على نهج البابا شنودة فى بيت العائلة بالأزهر خاصة ان وثيقته نالت رضا الجميع لكونها معتدلة ومعبرة عن حقوق المواطنة لجميع المصريين لما فيها من احترام العقيدة والتصرف واحترام حقوق الآخرين.