قال الناقد الكبير صلاح فضل، إن الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي هو أقرب شعراء العربية إلى روحها، قائلا: "كنت شابا يافعا في دار العلوم بالمنيرة، وكان حجازي الذي لا يكبرني بكثير قد صار نجما متألقا، نستقبله ونرى فيه وجه العروض والشعر والمستقبل، نرى في كلامه الأحلام والطموح وكيف أن مصر ستصير درة الأوطان العربية، مضيفا أن حجازي الذي كان يتصور أنه لن يمتد به العمر حتى الثمانين ملأ حياتنا فنا وإبداعا وحضورا راقيا، حجازي الذي نراه اليوم هو خلاصة عصر بأكمله، ومسيرة إبداعية تعرفون ومضاتها وتوهجها، وقد قال لي ذات مرة إنه لايعتز في حياته بشيء مثل اعتزازه برأي العقاد فيه"، مشيرا إلى أن حجازي كتب مرثية حياته في سن الثامنة والثلاثين. وأكد فضل أن مرثية "لاعب سيرك" هي أفضل ما كتب عبد المعطي حجازي، قائلا: "تنعي في تلك المرثية عصر المثالية وسقوط الممالك، وفي باريس تسكعت تسكعا رائعا بصحبة معشوقتك، حيث تقول (انا والثورة العربية نبحث عن عمل في شوارع باريس)". وأشار فضل إلى أنه آمن دائما بأن شعر حجازي ماض بخطى واثقة نحو الخلود، فمثل تراكيبه ولغته الشعرية الراقية لايحق لها سوى الأبدية التي تليق بها، مشيرا أن ما آمن به يمضي نحو الواقع، فقد صارت قصائد الشاعر تمثل أبجدية رائدة في مجال الشعر العربى، مضيفا أن الشاعر الخالد لايمكن أن يتبوأ هذه المكانة إلا إذا أضاف إلى مجال الشعر، فالشعراء كثيرون إلا أن المضيفين قلة ومكانة الأبدية والخلود محجوزة إلى قصائدهن ومداد كلماتهم. جاء ذلك خلال احتفالية ثمانينية الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، والتي تقيمها الهيئة العامة للكتاب بمقر المركز الدولي للكتاب الآن.