رصدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الأوضاع في سوريا والتحالفات القائمة على قمة الصراع، وذكرت في تقرير جاء تحت عنوان "أعداء الأسد.. تركيا تصدم الحكومات الغربية بدعمها للجهاديين المناهضين للنظام". ويشير التقرير إلى أن أنقرة تركز دعمها للثوار السوريين على ما يعرف باسم "جيش الفتح" وهو هيكل قيادي للجماعات الجهادية في سوريا يضم جبهة النصرة الخصم المتشدد لتنظيم "داعش"، واللذان يتشاركان الطموحات لإقامة خلافة إسلامية أصولية. وجيش الفتح، الذي يضم بين صفوفه أعدادا من عناصر الجماعات المتشددة مثل حركة أحرار الشام، وجند الأقصى، بين أعضائها السبعة، لديها مركز قيادة في إدلب، شمال سوريا، ويعترف المسئولون الأتراك بتوفير الدعم اللوجستي والاستخبارات لمقر القيادة، وعلى الرغم من أنهم ينكرون تقديم مساعدات مباشرة إلى النصرة، فهم يقرون بأن التنظيم سيستفيد دون شك. وبحسب الصحيفة البريطانية، الدعم التركى أثار قلق الحكومات الغربية ووضعها في حالة تعارض مع الولاياتالمتحدة، التي تعارض بشدة تسليح وتمويل الجهاديين المتشددين في الحرب الأهلية طويلة الأمد داخل سوريا. و يهدد الدعم التركى للعناصر الجهادية، أيضا محاولة واشنطن لتدريب مقاتلي المعارضة الموالين للغرب، وعلى الرغم من أن عدد المقاتلين المشاركين صغير لكن الغرب يصر بشكل حاسم على أنهم سيخوضون الحرب ضد تنظيم داعش وليس ضد النظام. وحقق جيش الفتح أخيرا انتصارات ضد النظام واستولى على الكثير من أراضيه ومنها محافظة إدلب ومناطق وقرى أخرى، أما النصرة فقامت بتجهيز أكثر من 3 آلاف مقاتل للعملية التي على وشك أن يبدأها مسلحو المعارضة على مدينة اللاذقية الساحلية التي تعد أهم معاقل الأسد. ويجهز جيش الفتح لهجوم على الجزء الذي يسيطر عليه النظام في محافظة حلب، أكبر المدن السورية.