[email protected] سؤال سريع هو يعني إيه نخبة ويعني إيه وكسة؟ "نُخْبَةُ الْمُجْتَمَع": الْمُخْتَارُونَ مِنَ الْمُجْتَمَعَ الَّذِينَ لَهُمْ مُؤَهِّلاَتٌ مُعَيَّنَةٌ "، طيب ومعنى الوكسة: مصيبة، أزمة، خيبة أمل. سوف نتحدث عن مصيبتنا في المختارين من المجتمع. ظهر مصطلح النخبة في مصر بشكل كبير وواسع الانتشار عقب ثورة 25 يناير، ومع أن هذا المسمى متواجد منذ فترة طويلة ولكنه كان مقتصراً فقط على أعضاء الحزب الوطني والمنتفعين من وراءه, وبعد ثورة 25 يناير ظهر الاسم كما ظهرت كلمة فلول فأصبح الشعب المصري يتعرف على مجموعة من الشخصيات يطلق عليهم النخبة. ومع مرور الوقت ظهرت خيبة النخبة وظهر للجميع حقيقة أمرهم وظهر التوجه الحقيقي لهم وكيف أنهم كانوا من صُناع النظام السابق، وكيف أصبحوا جزءً من الثورة!! وكستنا في نُخبتنا. كان من المتوقع أن نعيش عقب ثورة 25 يناير في جو أكثر تحضراًُ وثقافة ولكننا للأسف الشديد شاهدنا مجموعة من الشخصيات التي تعيش في برج عالٍ عن الناس تتحدث إليهم وكأنهم مجموعة من البشر منزوعي العقل، ويعتقدون أن أفضل وسيلة لكي توصف بأنك من النخبة أن تقوم بحفظ مجموعة من الكلمات وترددها في برامج تلفزيونية مختلفة بطريقة عشوائية. وكستنا في النخبة؛ إنهم غزوا عقول العوام من الشعب المصري بأفكار تستطيع أن تقول عليها إنها أفكار مسمومة، أفكار محملة بخلفيات سياسية جديدة على الشعب المصري. ولكن بدأ السقوط وظهر النخبة على حقيقتهم، واستطاع الشعب المصري أن ينزع القناع من على وجوههم لكي يكتشف كم حجم الفساد المالي والأخلاقي الذي يعيشون فيه فتجد مثلاً مذيعة كانت من المنتفعين من الحزب الوطني كانت تتقاضى أكثر من 150 ألف جنيه شهرياً في برنامج يذاع على التلفزيون المصري، وآخر كان يتقاضى بالملايين وآخر وآخر ثم يظهر لك ليحدثك عن الفقر والجوع والبطالة وأزمة السكن والبنزين وأنابيب الغاز وغيرها من المشاكل التي تهم المواطن المصري المطحون وليس بالطبع النخبة التي تعيش في قصور تطل على البحر وأعضاء في نوادي المجتمع، ويمتلكون أساطيل من السيارات وغيرها من المعطيات التي تجد نفسك حائراً أمامها وتسأل نفسك سؤالاً مهما كيف يجمعون بين النقيضين؟ كيف يستطيعون أن يظهروا وينقدوا الحكومة وهم من المنتفعين من ورائها؟ كيف يستطيعون أن يتحدثوا عن أزمة سكن وهم يمتلكون العشرات من الشقق الفاخرة ؟ كيف يحدثونك عن أزمة المواصلات وهم يمتلكون أسطولاً من السيارات الفارهة؟ ليس معنى ذلك أني أحقد عليهم أو أحسدهم، ولكن أقول لنخبتنا أن من يتوقع أن الشعب المصري ساذج لكي يصدق كلاماً خارج من فم أحد المنتفعين من النظام السابق، أو أحد الممولين من إحدى الدول العربية أو من كان ينافق الحكومة قبل الثورة وينافق الثوار بعد الثورة فأنت واهم. وهنا أتذكر هذه الصحفية التي ملأت الأرض كلها سباب وشتائم في التيار الديني بل تطاولت على الذات الإلهية وأخذت تمجد في الديانة الأخرى وشاهدها الكل وهي تبكي على ضحايا أحداث ماسبيرو ولم نر لها دمعة واحدة على ضحايا أحداث العباسية, هذه الصحفية تظهر لتحدثنا عن مشاكل المجتمع ولا تنسى أن تشرب حجر شيشة صباحاً مع زملائها من نخبة المجتمع! الشيشة هذه هي كلمة السر وراء النخبة فمن السهل أن تتعرف على نخبة المجتمع من خلال شرب الشيشة, أكاد أجزم أن المشروب الرسمي للنخبة في مصر هو الشيشة! فكل يوم نرى صورا لنخبة مصر وهم يشربون الشيشة وكأن الشيشة هي التي تساعدهم على ضخ كمية الكلام غير المفهوم وخصوصاً إذا كانت الحجر "متظبط " كويس! ودائماً تبقى كلمة: مصيبتنا في نخبتنا تجعلنا نعيد التفكير في إطلاق هذا اللفظ على من يستحقه.