مع أنه منهم إلا أنه يكشف ألاعيبهم ويسقط آخر أوراق التوت عن سوءاتهم، إذ يعلن الداعية السلفى أسامة القوصى أن بعض السلفيين ظاهرهم التدين وباطنهم الفسق والفجور، فضلاً عن تعريته «الإخوان» ووصفهم بالانتهازيين وعاقدى الصفقات وأن ولاءهم للمرشد وليس لمصر، كاشفاً عن فضائح مزعجة «إنسانياً» قام بها مدعو الدين.. وإلى الحوار: برأيك.. لماذا الهجوم على السلفيين الآن؟ - بداية هناك ثلاثة تيارات سلفية، سلفيو الإسكندرية وذراعهم السياسية «حزب النور»، وسلفيو القاهرة «حزب الأصالة» ثم سلفيو الفضائيات وأشهرهم محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وهم «سلفيو البيزنس»، ولست من هذه التيارات، لاختلافى معهم، فهم يخلطون الدين بالسياسة، وكانت لديهم الفرصة الذهبية لعرض أفضل ما لديهم، لكنهم - للأسف- عرضوا أسوأ ما عندهم، وهذه التيارات الدينية لا تخلو من التطرف، بداية من «الإخوان» وصولاً لتنظيم القاعدة، وبعض التيارات تضيف إرهاباً للتطرف، إذ تستمد فكرها من «سيد قطب» وتحديداً من «الحاكمية»، ومبعث اختلافى مع جميع هذه التيارات هو أن الدين - فى وجهة نظري- هو دين فقط، ولعلوم الدنيا أهلها، ولا يجوز الخلط بينهما، لكن التيارات الدينية «يدينون السياسة ويسيسون الدين» لصالح جماعتهم، فالإخوان المسلمون يعتبرون انتصار الإسلام فى سيطرتهم على مجلسى الشعب والشوري، والرئاسة والحكومة «فيما بعد»، وظهر ذلك فيما أسموه ب«غزوة الصناديق» وزعموا أن من قال «نعم» فهو مع الدين، ومن قال «لا» فهو ضد الدين، وذلك أثناء الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى 91 مارس 1102، مع أن الاستفتاء لم يشر من قريب أو بعيد للمادة الثانية، وسلفيو القاهرة هم الذين شاركوا فى ثورة 52 يناير، وخرج سلفيو الإسكندرية بعدها بأيام، وهؤلاء استفادوا بركوب الموجة كالإخوان تماماً، ولهذا أطلق عليهم لقب «عباد الكراسي» وما حصل عليه السلفيون من مقاعد برلمانية يعد مكسباً كبيراً لأنهم فى «سنة أولى سياسة»، وأطالبهم بمرونة أكبر فى التعامل مع الواقع. ومن مساوئ السلفيين ارتداء الأقنعة، وقد أصبح الناس أكثر وعياً ولا ينخدعون بمن يتحدثون باسم الدين، فحازم صلاح أبو إسماعيل ارتكب خطأ فادحاً وأساء إلى نفسه وإلى تدينه، فهل لم يكن يعلم بأن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، وإن كان لا يعلم شيئاً عن والدته فكيف يعرف أحوال شعبه. وهذه مسئولية النخبة من علماء الإسلام، لكن المشكلة أن هؤلاء انشغلوا ببرامج «التوك شو» وأهملوا التوعية الدينية، وأيضاً دور بعض القنوات الدينية الخاصة فى إذكاء روح التعصب والفتنة الطائفية ونشر ثقافة الكراهية، فقد قال أحد المشايخ للقس فلوباتير «أنا أبغضك فى الله». وماذا عن الإخوان المسلمين تحديداً؟ - إذا وصل الإخوان لمنصب الرئاسة سوف يبتلعون «الطعم» كاملاً، وسوف يفشلون فشلاً ذريعاً، مثلما فشلوا فى البرلمان، فلم يحققوا شيئاً، فهو برلمان بلا صلاحيات، وسوف يكون الحال فى الرئاسة كذلك إذا فاز د.محمد مرسي، فالإخوان يعتبرون مصر جزءاً من مخططهم، ويرون أنفسهم أكبر من مصر، فهم «تنظيم عالمى سري»، لا أحد يدرى شيئاً عن ميزانيتهم فى الوقت الذى يطالبون بمعرفة ميزانية الجيش، الإخوان انتهازيون يسعون لتحقيق مصالحهم فقط، والسلفيون لا يصلحون للرئاسة لقلة خبرتهم السياسية، وقد كانت المرحلة الانتقالية «مرحلة غربلة» أظهرت مواقف الإخوان الملتوبة وأفقدت الناس الثقة فيهم، وعليهم تقنين أوضاعهم كجماعة تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى مثل الجمعيات الأخري، لنعرف مصادر تمويلهم، لكن جماعة الإخوان يغلب عليها «التنظيم السري»، وإذا كان مستقبل مصر فى أيديهم، فهذا لا يدعو إلى الاطمئنان. وقد عقدت صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري، تقضى بالبرلمان للإخوان، وبالرئيس للعسكري، وأن تكون الحكومة مناصفة بينهما، لكن الخلاف وقع حول «الحكومة» فالإخوان يريدون اسقاطها والمجلس العسكرى يريد استمرارها، ثم نقض الإخوان «الصفقة» فقاموا بترشيح خيرت الشاطر للرئاسة، فرد المجلس العسكرى بترشيح عمر سليمان، ووصل الاثنان لمرحلة «سيب وأنا اسيب» فتخلصا من الشاطر وسليمان، ثم جاء الإخوان بمرسى والعسكر بشفيق، ولا يزال الصراع مستمراً، ولا أستبعد لجوء الإخوان إلى «لعبة قذرة» حالياً، مثلما اغتالوا «الخازندار باشا»- النائب العام فى ثلاثينيات القرن الماضى - ثم اغتيال النقراشى باشا، ووصف حسن البنا من قاموا بالاغتيال «ليسوا إخواناً ولا مسلمين»، فكيف نثق بهم، لقد سقطت الأقنعة عن جوه الإخوان وظهر وجههم الحقيقي. صوتك لشفيق أم لمرسي؟ - شفيق «سم زعاف» يقتل فوراً، ومرسى «سرطان» يصيب الجسد ويقتله ببطء، سوف أذهب لأبطل صوتي، لن أنتخب أحداً منهما، والمفترض أن يصل لكرسى الرئاسة من تريده الأغلبية، فكيف يصل من ترفضه الأغلبية.. هذا ما يدهشني. وأخشى على مصر من الإسلاميين أكثر من خوفى عليها فى حال فوز شفيق، فإذا فسد «شفيق» يمكن للشعب اتهامه بالفساد، أما «مرسي» فإن اتهمه أحد بالفساد خرج كثيرون ليقولون أتتهمون الدين؟! أما زلت تمارس الطب بجانب الدعوة؟ - عندما كنت فى السنة النهائية بكلية الطب سافرت إلى السعودية وتم اعتقالى هناك لأننى كنت من مجموعة «جهمان العتيبي» التى قامت باقتحام الحرم المكى واحتلاله، وتم ترحيلى إلى مصر، وتزوجت، من الأسرة التى قتلت الرئيس السادات، ثم سافرت إلى اليمن، وكنت قطبياً، ثم عدت من اليمن «سلفياً»، وفور وصولى إلى ميناء السويس تم اعتقالي، وبعد الافراج عنى قمت بإعادة، قيدى وحصلت على بكالوريوس الطب، ثم سجلت دراسات عليا فى الطب النفسي، وبدأت ممارسة الدعوة.