سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل تنجح ليبيا فى التخلص من الميليشيات العسكرية غير الشرعية؟.. الحكومة تشكل قوة عسكرية من الجيش والشرطة لاقتحام مقار الكتائب المسلحة بطرابلس.. والثوار يرفضون استبعادهم من أى خطة أمنية
أعلنت القوة الأمنية الليبية المشتركة بطرابلس، استعدادها لإجراء عمليات تمشيط واسعة سوف تشمل مختلف المزارع الواقعة فى ضواحى المدينة لتطهيرها من كل الظواهر الإجرامية والسلبية. قال الناطق باسم الداخلية مجدى العرفى، فى تصريح إن القوة الأمنية المشتركة ستقوم بتسليم المزارع إلى أصحابها فور انتهائها من هذه المهمة. كان رئيس الحكومة الليبية على زيدان أعلن مؤخرا عن تشكيل قوة عسكرية من الجيش والشرطة لاقتحام مقار الكتائب المسلحة بمدينة طرابلس، معتبرا أن هذه المقار قد تحولت إلى أوكار لممارسة كل أشكال الموبقات. وأوضح أنه تم تشكيل قوة عسكرية من الجيش والشرطة لمباشرة اقتحام كل مقار الكتائب المسلحة غير الشرعية بالعاصمة، مشيرا إلى أن هذه العملية ستبدأ أولا بمدينة طرابلس تم تلحق بها المدن الأخرى. أضاف أن طرابلس ضاقت ذرعا بالاعتداءات وترويع المواطنين واختطافهم، وأن أى فئة مسلحة لا تخضع إلى الجيش أو الشرطة ولم تقم بأية ترتيبات مع أجهزة الدولة الشرعية وتكون تحت إمرتها، تعتبر فرق ومجموعات غير شرعية. من جانبه أعلن الناطق الرسمى لثوار طرابلس هود قاسم، رفض ثوار طرابلس أى خطة أمنية داخل المدينة يتم استبعادهم منها، مطالبا الشعب الليبى بضرورة تشكيل قوات جيش وشرطة نظامية، مؤكدين أن ليبيا بحاجة إلى جيش موحد ينخرط فيه الجنود فرديا وليس كوحدات أو جماعات يأتمر كل منها بقائد الجماعة. لافتين إلى أن فكرة منح بعض الميليشيات شرعية تثير مخاوف من قيام أجنحة مسلحة تعمل لصالح أحزاب سياسية وهو ما يهدد الديمقراطية الليبية الوليدة والتى جاءت بعد أكثر من أربعة عقود من الظلم والاستبداد، كما أنها تهدد باندلاع حرب أهلية فى حال وجود اختلافات أو احتقان بين القوى السياسية التى تعتمد على وجود أذرع عسكرية تناصرها فى ليبيا. وطالب عدد من الخبراء الليبيين والدوليين ضرورة أن يكون حل هذه الميليشيات أو دمجها فى مؤسسات الدولة الليبية عن طريق الحوار مع قادة هذه الجماعات المسلحة بعيدا عن الصدامات العسكرية. وقد تصاعدت فى الآونة الأخيرة الأصوات الليبية الرافضة لسيطرة الميليشيات المسلحة التى تشكلت خلال الحرب، والتى تسيطر على الأوضاع الأمنية فى ليبيا وذلك فى ظل غياب للأجهزة الأمنية التى فشلت فى ترتيب صفوفها واستعادة هيبتها عقب الإطاحة بالقذافى. وعلى الرغم من تنظيم السلطات الليبية حملة لجمع السلاح من المواطنين منذ أشهر، إلا أَّن المراقبين يرون أن قادة ليبيا الجدد يجدون صعوبة فى فرض سيطرتهم خاصة فى ظل تبنيهم نهجا مزدوجا فى التعامل مع هذه الميليشيات وذلك بالتعهد بتفكيك "الميليشيات المارقة" التى تعمل دون تصريح حكومى مع تقديم الدعم لعدد من الجماعات المسلحة القوية المرخص لها، وهو ما وصفه البعض بتقسيم هذه الميليشيات إلى شرعية وغير شرعية. وتعتمد الكتائب على الشرعية الثورية وتشير بعض الإحصائيات إلى أنه يوجد فى ليبيا قرابة 1700 من الكتائب الرسمية وغير الرسمية تختلف فى تعداد أفرادها، حيث يعمل بعضها تحت إمرة وزارة الدفاع الليبية ويطلق على هذه الجماعات اسم "تجمع سرايا ثوار ليبيا"، وتشمل كتيبة شهداء 17 فبراير وكتائب شهداء أبوسليم، وكتائب شهداء راف الله السحاتى وقوات درع ليبيا، ولكن هذه السرايا لا تضم بعض المجموعات المسلحة التى تتمتع بنفوذ قوى مثل حركة "أنصار الشريعة" وغيرها من الجماعات المسلحة الصغيرة. وينتظر الشعب الليبى والمواطن العادى ما سوف تسفر عنه الأيام المقبلة من السجال الدائر بين الساعين عن شرعية الدولة وشرعية الثورة والثوار.