فى القاهرة الفاطمية منذ ما يقرب من 950 سنة ميلادية طافت امرأة مصرية شوارع وحارات المحروسة، تحمل فى رقبتها طبلة تضرب عليها بكل قوتها وتصرخ بأعلى صوتها "الخبز الخبز"، وتعاطف معها الناس فساروا وراءها مرددين هتافها حتى وصلت الجموع أمام قصر الخليفة الفاطمى "المستنصر" الذى كان يجهل حال الشعب المصرى من مجاعة طاحنة بعد سبع سنوات من انخفاض منسوب مياه النيل وانعدام وجود القمح والخبز فى البلاد. أصيب الخليفة بالفزع من صراخ المرأة وترديد الناس معها، وصحا الخليفة من غفلته وقرر إعطاء تجار الخبز والغلال درسا بعد أن أكل المصريون بعضهم بعضا وطال الأمر القطط والكلاب. ويحكى مؤرخنا المقريزى أن امرأة كانت تعيش فى رفاهية لكن آلمها صراخ أبنائها من الجوع لعدم وجود الخبز فاختارت عقدا من جواهرها قيمته ألف دينار وخرجت تطوف أسواق القاهرة تعرضه للبيع مقابل كيس من الدقيق ووافق أحد البائعين لكن هجم عليها الجياع ولم يتركوا لها سوى حفنة من الدقيق. ولما تأثرت من أحوال الجياع ابتكرت حيلة الطبلة وخرجت تطوف الشوارع حتى سمع بها الخليفة الذى استدعى الوالى وأمره بأن تخرج الغلال من مخازن التجار وتوزع على الناس وإلا سيفصل رأسه عن جسده، وحلت المشكلة وملأت الغلال الأسواق وأكل كل جائع بسبب حيلة وثورة المرأة المصرية.