«السيد نجم»،أحد أبطال حرب أكتوبر،كان طبيبا مجندا فى القوات المسلحة، فضلا عن أنه من أبرز من كتبوا عن الحرب. يسخر «نجم» من الاحتفالات السنوية التى تقام فى ذكرى الحرب،حيث يتم تكريم عدد محدود،ممن لم يقدموا إسهامات حقيقية فى تحقيق النصر،على حد قوله،مؤكدا أن معظم الذين أسهموا فى المعركة وحاربوا فى ميدانها،لم يحظوا بالتكريم اللائق بهم بعد مرور 39 عاما. وقال: لا توجد بلد تعامل أبطالها بهذا الأسلوب،مندهشا من حصر التكريم السنوى فى فئة محدودة،وحرمان الأبطال والجنود الذين قاتلوا فى ميدان المعركة، وأنجزوا بطولات لا يزال العدو يتذكرها حتى الآن،ويدرسها فى أكاديمياته العسكرية،من حقهم التاريخى. وبين «نجم» أن كثيرا من مصابى أكتوبر،يحيون حياة أليمة،لا ينعمون فيها بأى حق من حقوقهم،ومنهم من لا يجد ثمن العلاج،لا سيما أن معظمهم يزحف نحو السبعين من عمره. وبحسه الأدبى الرفيع،يقول «نجم»:إنه يخشى من اليوم الذى يتظاهر فيه أبطال أكتوبر ومصابوها،مطالبين بالحصول على ما حُرموه خلال 4 عقود،أو بالمساواة مع مصابى الثورة،الذين يحصلون على الآلاف ب«لىّ الذراع»،ومنهم كما يعلم الجميع من قتل لأسباب لا علاقة لها بالثورة! ويتمنى «نجم» أن يكون «مرسى» صادقا مع نفسه،عندما ذكر أبطال أكتوبر بالخير فى خطابه باستاد أكتوبر فى الذكرى ال39 ،فيصحح أخطاء أسلافه من الرؤساء السابقين،لا سيما الأخير،فى دهس كرامة مصابى المعركة وإذلالهم. ونصح «نجم» الرئيس مرسى بأن يدعو مصابى أكتوبر ويستمع إليهم،ويعمل على حل مشاكلهم،ويساعدهم ماديا ومعنويا،بعد عقود أربعة،من الظلم غير المبرر،لافتا إلى أنه لا توجد دولة تجعل من أبطالها «متسولين»! وختم «نجم» كلامه مؤكدا ان أبطال اكتوبر يتناقصون عاماوراء عام، وهم فى طريقهم للانقراض،وعلى «مصر الثورة» أن تكرم من تبقى منهم التكريم اللائق،أو تكرم أسر من ماتوا منهم ،لأنهم عاشوا معهم أسوأ حال،دون شكوى أو مظاهرة،مثلما حدث مع مصابى الثورة،هذا إن كنا لا نزال نحترم انتصارات أكتوبر.