بمجرد علمى بمرض الداعية الإسلامى الشيخ محمد حسان سارعت لزيارته.. ورغم الزحام الشديد من مريديه إلا أنه رحب بي وأجلسنى بجواره قائلا: إنت بقى من الفشارين بتوع «فيتو»؟. قلت: أى نعم يا عم الشيخ، وجميعهم يقرؤنك السلام!!.. قال : ربنا يهديك وإياهم يابنى.. لكن أيهم أنت؟!!.. قلت : أنا عرفة بستلة يا مولانا!!.. فربت الشيخ على يدى وقال: جئت زائرا أم سائلا يا عرفة؟!!.. قلت: زائرا يتمنى الحوار ويسألك الدعاء ياشيخنا!!.. قال : تفضل بالحوار وسيكون الدعاء على «حّسب» أيها الفشار!!.. قلت: ما رأيك فيما يدور من أحداث حول مرشحى الرئاسة ؟.. قال: إنها أزمة أخلاق يا بستلة وصراع على باطل يابنى!.. قلت: ألم تؤيد مرشحاً منهم؟.. قال: لا، فلم أر حتى الآن من يصلح لحمل أمانة الأمة، إلا أننى سأصوت للأعور وسط العميان!!.. قلت: لا أفهم مقصدك يا مولانا!!.. قال: كلهم يبغون طموحات دنيوية، لكن بالتأكيد يوجد بينهم من يراعى الله حتى فى طموحاته، وهذا من سأصوت له!!.. قلت: وما رأيك فى موقف حازم صلاح أبو إسماعيل؟.. قال: مشكلة حازم قانونية وليس لها علاقة بالدين، ولن ننصر أحداً على حساب الدين، حتى ولو كان من الصحابة! قلت: لقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بأن يعز الإسلام بأحد العمرين - ابن الخطاب أو ابن هشام - فهل تدعو ربك بأن يرزق مصر بأحد العمرين رئيسا - سليمان أو موسى - يا مولانا؟.. قال: اللهم جنب مصر العمرين، وازقها رئيسا مؤمنا يصلح حالها ويرأف بأبنائها.. قلت : لماذا لم ترشح نفسك للرئاسة يا مولانا؟.. قال: رحم الله إمرىء عرف قدر نفسه، فأنا لا أصلح رئيسا لدولة بحجم مصر!.. قلت: يعنى ممكن نصغر لك حجمها لو تحب يا مولانا!!.. ضاحكا قال: الله يجازيك با بستلة!!.. قلت: إذن أنت غير واثق من النجاح؟.. قال: يابنى لو ترشحت للرئاسة لنجحت بالتزكية ولكن الأمانة ثقيلة طالما أنها لوجه الله!! قلت: لكن «مريديك» يريدونك وهم كثر يا مولانا!!.. قال: ليس كل ما يتمناه المرء يدركه يا بستلة!!.. قلت: لكنى ألاحظ أنك تأتى إلى المستشفى عقب كل ليلة خميس يا مولانا.. إيه الحكاية دى؟.. قال: لماذا تلمح ياولد؟!.. قلت: لا شىء يا مولانا، كلنا يحدث معنا ذلك لا تشغل بالك!!.. قال: هل هناك أسئلة أخرى؟.. قلت: أبداً كنت أريد أن أسأل عن «فلوس» المعونة السلفية أين ذهبت؟.. قال: وما شأنك أنت أيها الفشار؟.. قلت: إذن أسألك الدعاء يامولانا!!.. قال: ربنا يهديك يا بنى.. اللهم وفق المسئولين أيا كانت مواقعهم ليعودوا إلى الرشد وإلى الحق ونحن معهم يا أرحم الراحمين .. اللهم لا تشمت فينا عدواً داخلياً ولا خارجياً يارب العالمين .. آمين .. وهنا وقفت من جلستى وقلت آمين وتركت الرجل ليستريح من عناء ليلة خميس!