فى يوم 10 مارس 2005، رحل عن خمسة وتسعين عامًا العالم الكبير الدكتور شوقى ضيف رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية بعد حياة حافلة بالمعارك الأدبية والفكرية خاضها منذ أن تفتح عقله على قراءة أعمال طه حسين والعقاد والمازنى ومحمد حسين هيكل. ولد الدكتور شوقى ضيف فى إحدى قرى محافظة دمياط، والتحق بالكتاب حيث حفظ القرآن الكريم كله فى أقل من عام وأجاد تلاوته وتجويده وهو لا يزال طفلًا وشهد له معلمه بالعبقرية والنبوغ وتنبأ بتفوقه، ثم التحق بالمعهد الدينى بدمياط. ولم تقف أحلام الشاب شوقى ضيف عند هذا الحد، بل نال درجتى الماجستير والدكتوراه بتفوق حتى تم تعيينه مدرسًا بقسم اللغة العربية، وظلت تربطه بتلاميذه وأساتذته علاقات وطيدة. سافر د.شوقى ضيف إلى الكويت فى صيف 1970، ليسهم فى تأسيس النظام الجامعى هناك. وفى عام 1976، تم اختياره عضوًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وظل يرتقى فى المناصب ويتابع بشغف اجتماعات المجمع، ودافع عن تيسير النحو وتذليل عقباته أمام طلاب المدارس. منح الدكتور شوقى ضيف العديد من الجوائز من أهمها جائزة الدولة التقديرية فى عام 79، وجائزة الملك فيصل بعدها بأربع سنوات. ورحل الدكتور شوقى ضيف بعد أن ترك وراءه إرثًا ضخمًا من المؤلفات بين فكر دينى وفلسفة وأدب ونقد ومن بينها: الفن ومذاهبه فى الشعر العربى، التطور والتجديد فى الشعر الأموى الحديث، الأدب العربى المعاصر فى مصر، محمد خاتم المرسلين، المدارس النحوية، الحضارة الإسلامية من القرآن والسنة، تاريخ الأدب العربى «سبعة أجزاء».
