أكد الدكتور زياد بن حمزة أبو غرارة، الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، إن التقارير الدولية ونتائج الرصد المستمر والمسوحات التي تنفذها الهيئة أوضحت أن البيئة البحرية لا تزال تحتفظ بقدر كبير من نظافتها وتعد واحدة من أنظف البيئات البحرية في العالم. وأضاف: أن هناك آلاف الكيلو مترات من السواحل التي لا تزال محتفظة بطبيعتها الأساسية، مشيرا إلى أن هناك عددًا من التحديات التي تتطلب المزيد من الجهد للحد من آثارها السلبية ومن أهمها الضغوط المتزايدة على المخزون السمكي والتوسع في المشاريع الصناعية والسياحية على الشريط الساحلي. وأضاف أبو غرارة خلال كلمته اليوم الثلاثاء، في الدورة السادسة عشرة للمجلس الوزاري للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن والمنعقدة حاليا في مدينة شرم الشيخ، أن التأثيرات المحتملة للتغير المناخي والزيادة المضطردة في حركة النقل البحري وما يصاحبها من حوادث تسرب أو تصريف لمختلف الملوثات في البيئة البحرية تعد من أبرز التحديات التي تواجه البيئة البحرية. وأشار إلى أنه في إطار جهودها للحد من مصادر التلوث الناجم عن حركة السفن، قامت الهيئة بإعداد إستراتيجيات وطنية في عدد من دول الإقليم إضافة إلى استراتجية إقليمية لإدارة مياه الصابورة ضمن متطلبات الاتفاقية الدولية. وتابع: " الهيئة بذلت بالتعاون الوثيق مع دول الإقليم والعديد من المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة، العديد من الجهود وحققت العديد من النجاحات والإنجازات المهمة لمجابهة هذه التحديات والحد من تأثيراتها السلبية على بيئتنا البحرية". وأشار إلى أنه من ضمن هذه الجهود تعزيز قدرات الدول الأعضاء للتكيف مع التأثيرات المحتملة للتغير المناخي من خلال تنمية قدرة الموارد الطبيعية البحرية، بما في ذلك الحيد المرجاني وأشجار المانجروف والحشائش البحرية وقدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون والمعروف بالكربون الأزرق. وأكد أن الهيئة ستستمر في بذل المزيد من الجهد لتعزيز برامج التنمية المستدامة وتبني إستراتيجية الإدارة المستندة على النظام البيئي في إدارة الموارد البحرية وتطوير مفهوم المناطق المحمية إلى المناطق المدىة مما يوفر لها الحماية المطلوبة مع الاستفادة منها بالقدر الذي يحقق التوازن ما بين مصلحة المجتمع المحلي واستدامة النظام البيئي. وأضاف إن إقليم البحر الأحمر وخليج عدن يحظيان باهتمام دولي متزايد، مشيرا إلى أنه ليس فقط ممرا مهما للتجارة الدولية بل تنفرد بيئته البحرية بخصائص فريدة تميزها عن بقية بحار العالم على الرغم من شح وقلة هذه الموارد. وأشار إلى أن البحر الأحمر الذي تصل أعماقه إلى أكثر من 2500 متر يتميز بتنوع بيولوجي فريد يضم أحياء بحرية نادرة لا توجد في سواه من بحار العالم. وأضاف أبو غرارة: أنه بالنسبة لدول الإقليم فإن البيئة البحرية تعتبر المصدر المتجدد والتاريخي للغذاء لشعوب المنطقة وسيبقي المصدر الذي لا ينضب وأحد الروافد المهمة للأمن الغذائي في حال استمرار جهود الاستخدام المستدام لموارده الحية وغير الحية. وقال: "إن بيئتنا البحرية تعتبر ايضًا أحد المرتكزات الأساسية للتنمية السياحية والاقتصادية في دول الإقليم والمصدر المتجدد لمياه الشرب المحلاة إضافة إلى القيمة التاريخية والثقافية التي تشكلها بيئتنا البحرية لشعوب الإقليم". وتابع: "الهيئة الإقليمية تعمل منذ إنشائها على تعزيز مبادئ وأسس التنمية المستدامة في دول الإقليم ومن هذه الجهود بناء القدرات الوطنية القادرة على تنفيذ برامج وخطط المحافظة على البيئة البحرية والانتفاع بالبيئة البحرية على نحو يكفل استدامة مواردها وبالتالي استدامة الاستفادة والانتفاع من هذه الموارد".